(أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً)(١) ، أى ، بعثه.
والناس ، أصله (أناس) عند أكثر البصريين ، حذفت منه الهمزة تخفيفا لكثرة الاستعمال ، لأن الهمزة من أثقل الحروف ، ولهذا يدخلها الحذف تارة ، والتليين تارة ، والإبدال تارة ، والألف واللام فيه عوض عن الهمزة ، ولهذا لا يقال الإناس إلا فى شاذ لا يعتد به ، كما أنشد أبو عثمان :
١٩٥ ـ إن المنايا يطلعن على الأناس الآمنينا (٢)
استثقالا للجمع بين العوض والمعوض ، وأصله (نوس) عند أبى الحسن على ابن حمزة الكسائى ، وأبى الحسن بن كيسان ، لأنه من (ناس ينوس) ، فانقلبت الواو ألفا ، لتحركها وانفتاح ما قبلها ، ولهذا قيل فى تصغيره : (نويس). وأصله عند الكوفيين (نسى) ، لأنه من النسيان ، فقلبت اللام إلى موضع العين فصار (نيس) فتحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصار (ناسا) ، ووزنه (فلع) ، ولذلك جازت فيه الإمالة وقد بينا ذلك مستوفى فى كتابنا الموسوم بالإنصاف فى مسائل الخلاف (٣) والله أعلم.
تم الكتاب
والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد وآله أجمعين صلاة دائمة إلى يوم الدين.
__________________
(١) ٤١ سورة الفرقان.
(٢) البيت من مقطوعة لذى جدن الحميرى. الخصائص ٣ ـ ١٥١ ، خزانة الأدب الشاهد ١٢٧.
(٣) المسألة ١١٧ الإنصاف ٢ ـ ٤٧٩.