بين ياء وكسرة فى الأصل ، فلما حذفت الواو استغنى عن همزة الوصل ، فقيل فيهما : ذر ودع ووزنهما (عل) ، لذهاب الفاء منهما.
قوله تعالى : (إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) (٤).
كتاب ، مرفوع لأنه مبتدأ. ولها ، خبره. والجملة فى موضع جرّ ، لأنها صفة (قرية).
ويجوز حذف هذه الواو من (ولها) فى هذا النحو ، فى اختيار الكلام لمكان الضمير.
قوله تعالى : (لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ) (٧).
لو ما ، بمعنى هلّا وهى مركّبة من (لو) التى معناها امتناع الشىء لامتناع غيره ، و (ما) التى تسمى المغيّرة ، وسميت المغيرة ، لأنها غيّرت معنى (لو) (١) ، من معنى امتناع الشىء لامتناع غيره إلى معنى (هلّا).
ونظيرها (لو لا) فإنها مركبة من (لو) و (لا) فلمّا ركّبا ، تغيرت (لو) عن معناها ، وصارت بمعنى (هلّا) فى أحد وجهيها ، وبمعنى امتناع الشىء لوجود غيره.
والسّرّ فيه أن الحروف إذا ركبت حدث فيها بعد التركيب معنى لم يكن قبل التركيب ، كالأدوية المركبة من عقاقير مختلفة ، فإنه يحدث لها بالتركيب ، ما لم يكن لكل واحد منها قبل التركيب فى حالة الانفراد.
قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (٩).
نحن ، فى موضع نصب ، لأنه تأكيد للضمير الذى هو اسم (إنّ) فى (إنّا).
ويجوز أن يكون (نحن) فى موضع رفع لأنه مبتدأ. ونزّلنا ، خبره ، والجملة من المبتدأ والخبر فى موضع رفع ، لأنه خبر (إنّ).
__________________
(١) (ما) فى أ ـ و (لو ما) فى ب.