الهاء فى (منه) تعود على موصوف محذوف وتقديره ، ما تتخذون منه.
و (ما) فى موضع رفع لأنه مبتدأ. وتتّخذون جملة فعلية فى موضع رفع لأنها صفة ل (ما) وحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه. كقوله تعالى :
(وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ)(١).
أى ، إلّا من له مقام معلوم ، وتقديره ، إلّا ملك له مقام. وقد قدمنا نظائره.
قوله تعالى : (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ) (٦٩).
الهاء فى (فيه) فيها وجهان. أحدهما : أنها تعود إلى الشراب. والثانى : أنّها تعود إلى القرآن.
وشفاء للناس ، يرتفع بالظرف على كلا المذهبين ، إذا جعل وصفا لشراب ، كما ارتفع ألوانه بمختلف ، لأنه وصف للشراب.
قوله تعالى : (لِكَيْ (٢) لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً) (٧٠).
شيئا ، منصوب (بعلم) على مذهب البصريين على إعمال الثانى لأنه أقرب ، و (بيعلم) على مذهب الكوفيين على إعمال الأول ، وقد بيّنا وجه إعمال الثانى والأول مستوفى فى كتاب الإنصاف فى مسائل الخلاف (٣).
قوله تعالى : (فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ) (٧١).
فهم فيه سواء ، جملة اسمية فى موضع نصب ، لأنها وقعت جوابا للنفى ، وقامت
__________________
(١) ١٦٤ سورة الصافات.
(٢) (لئلا) فى أ ، ب.
(٣) المسألة ١٣ الإنصاف ١ ـ ٦١.