٤٧٧ ـ قوله تعالى : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ) ـ ١٨٠ ـ من قرأه بالياء جعل (الَّذِينَ) فاعلين ل «حسب» وحذف المفعول الأول لدلالة الكلام عليه. و (هُوَ) فاصلة. و (خَيْراً) مفعول ثان ، تقديره : ولا يحسبنّ الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله البخل خيرا لهم ، فدل (يَبْخَلُونَ) على البخل ، فجاز حذفه. فأما من قرأ بالتاء ـ وهو حمزة ـ (١) فإنه جعل المخاطب هو الفاعل ، وهو النبي عليهالسلام ، و (الَّذِينَ) مفعول أول ، على تقدير حذف مضاف ، وإقامة (الَّذِينَ) مقامه ، و (هُوَ) فاصلة ، و (خَيْراً) مفعول ثان ، تقديره : ولا تحسبنّ يا محمد بخل الذين يبخلون خيرا لهم ، ولا بد من هذا الإضمار ؛ ليكون المفعول الثاني هو الأول في المعنى ، وفيها نظر ؛ لجواز ما في الصلة تفسير ما قبل الصلة ؛ على أن في هذه القراءة مزيّة على القراءة بالياء ؛ لأنك حذفت المفعول وأبقيت المضاف إليه يقوم مقامه ، وحذفت المفعول في قراءة الياء ، ولم تبق ما يقوم مقامه. وفي القراءة أيضا بالياء مزيّة على القراءة بالتاء ، وذلك أنك حذفت «البخل» بعد تقدم (يَبْخَلُونَ). وفي القراءة بالتاء حذفت البخل قبل إتيان (يَبْخَلُونَ) ، وجعلت ما في صلة (الَّذِينَ) يفسر ما قبل الصلة. فالقراءتان متوازيتان في القوة والضعف (٢).
٤٧٨ ـ قوله تعالى : (الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ) ـ ١٨٣ ـ (الَّذِينَ) في موضع خفض بدل من (الَّذِينَ) في قوله : (لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ) ـ ١٨١ ـ ، أو في موضع نصب على إضمار «أعني» ، أو في موضع رفع على «هم».
٤٧٩ ـ قوله تعالى : (أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ) ـ ١٨٣ ـ «أن» في موضع نصب على تقدير حذف حرف الجر ، أي بأن لا نؤمن. و «أن» تكتب
__________________
اللام زائدة ، والخبر هو الفعل ، وهذا ضعيف ؛ لأن ما بعدها قد انتصب ، فإن كان النصب باللام نفسها فليست زائدة ، وإن كان النصب بأن فسد لما ذكرنا. أبو البقاء». وانظره في إملاء ما منّ به الرحمن ١ / ٩٣.
(١) وقرأ الباقون بالياء. التيسير ، ص ٩٢ ، والنشر ٢ / ٢٣٦.
(٢) الكشف ١ / ٣٦٦ ؛ والبيان ١ / ٢٣٢ ؛ والعكبري ١ / ٩٣ ؛ وتفسير القرطبي ٤ / ٢٩٠.