فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) ـ ٥٥ ـ ، وفي قوله : (ثُمَّ يَنْقُضُونَ) و (لا يَتَّقُونَ) ـ ٥٦ ـ و (لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) ـ ٥٧ ـ [وقوله : (إِلَيْهِمْ) ـ ٥٨ ـ. فالمفعول الأول مضمر ، و (سَبَقُوا) في موضع الثاني ، تقديره : ولا يحسبن الذي كفروا أنفسهم سبقوا. وقيل : إنّ «أن» مضمرة مع (سَبَقُوا) ، فتسد مسدّ المفعولين (١)] ، كما سدت في قوله : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا)(٢) ، تقديره : ولا يحسبن الذين كفروا أن سبقوا. وقد قال سيبويه (٣) في قوله : (أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ)(٤) : إن تقديره : أن أعبد ، ثم حذف «أن» فرفع الفعل. وقيل : الفاعل في قراءة من قرأ بالياء هو النبي عليهالسلام ، فيكون مثل قراءة التاء ؛ (الَّذِينَ كَفَرُوا) [و] «سبقوا» مفعولا (٥) حسب. وقيل : فاعل «حسب» مضمر فيه ، تقديره : ولا يحسبنّ من خلفهم (٦) الذين كفروا سبقوا ، و (الَّذِينَ كَفَرُوا) و (سَبَقُوا) مفعولا «حسب». ومن فتح (٧) (إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ) ، جعل الكلام متعلقا بما قبله ، تقديره : سبقوا لأنّهم ؛ ف «أن» في موضع نصب بحذف حرف الجر ، فمعناه : ولا يحسبن الذين كفروا (٨) فاتوا أمر الله ؛ لأنهم لا يفوتون الله. ومن كسر «إن» فعلى الابتداء والقطع (٩).
__________________
(١) عبارة الأصل : «وقوله : إليهم ، مع أنفسهم سبقوا. وقيل : أن مضمرة ، وسبقوا في موضع الثاني ، تقديره : ولا يحسبن الذين كفروا أن سبقوا ، فتسد مسد المفعولين».
(٢) سورة العنكبوت : الآية : ٢.
(٣) انظر الكتاب ٤٥٢/١ وليس القول له وهو مذهب الكوفيين.
(٤) سورة الزمر : الآية ٦٤.
(٥) في الأصل : «مفعول» وهو تحريف.
(٦) في الأصل : «خلفكم».
(٧) قرأ بفتح الهمزة ابن عامر ، والباقون بكسرها. تفسير القرطبي ٣٤/٨.
(٨) في الأصل : «سبقوا».
(٩) الكشف ٤٩٣/١ ؛ والبيان ٣٩٠/١ ؛ والعكبري ٥/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٣٣/٨.