عن الشيء ، فأنا أزيله ، إذا نحّيته ، والتشديد للتكثير. ولا يجوز أن يكون «فيعلنا» (١) ، من زال يزول ؛ لأنّه يلزم فيه الواو فيقال : زوّلنا (٢). وحكى الفراء أنه قرئ «فزايلنا» من قولهم : لا أزايل فلانا ، أي لا أفارقه ؛ وأما قولهم : لا أزاوله ، فمعناه : لا أخاتله ، ومعنى زايلنا وزيلنا واحد (٣).
١٠٩٨ ـ قوله تعالى : (شَهِيداً) ـ ٢٩ ـ نصب على التمييز ، وهو عند أبي إسحاق (٤) حال من الله ، جلّ ذكره. و (بِاللهِ) في قوله : (فَكَفى بِاللهِ) في موضع رفع ، وهو فاعل «كفى» ، تقديره : كفى الله شهيدا ، والباء زائدة ، معناها ملازمة الفعل لما بعده ؛ فالله لم يزل هو الكافي ، بمعنى : سيكفي ، لا يحول عن (٥) ذلك أبدا.
١٠٩٩ ـ قوله تعالى : (إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ) ـ ٣٠ ـ «مولى» بدل من (اللهِ) أو نعت ، و (الْحَقِّ) نعت أيضا له. ويجوز نصبه على المصدر ، ولم يقرأ به.
١١٠٠ ـ قوله تعالى : (أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) ـ ٣٣ ـ «أن» في موضع نصب تقديره : بأنّهم ولأنّهم ، فلما حذفت الحرف تعدّى الفعل ، فنصب الموضع. و «أنّ» المفتوحة أبدا ، مشددة أو مخفّفة ، هي حرف على انفرادها ، وهي اسم مع ما بعدها ، لأنها وما بعدها مصدر ، يحكم عليها بوجوه الإعراب على قدر العامل الذي قبلها. ويجوز أن تكون في موضع
__________________
(١) في(ح) : «فعلنا».
(٢) أمالي ابن الشجري ٤٦٦/٢ : «أما قوله ـ أي مكي ـ : لا يجوز أن يكون (فيعلنا) .. فيقال زولنا ، غير صحيح من قبل أنه لو كان(فيعلنا)من : زال يزول ، كان أصله : زيولنا ، ثم تصير الواو ياء ؛ لوقوع الياء قبلها ساكنة ثم تدغم الياء في الياء ، فيقال : زيلنا ، وذلك أن من شرط الياء والواو إذا تلاصقتا ، والأولى منهما ساكنة ، أن تقلب الواو ياء ، ولا تقلب الياء واوا ، كما زعم مكي ...».
(٣) معاني القرآن ٤٦٢/١ ؛ والبيان ٤١١/١ ؛ والعكبري ١٥/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٣٣٣/٨.
(٤) معاني القرآن وإعرابه ١٦/٣.
(٥) (ح) : «على» وصحح من : (ظ ، ق ، د).