فصارت الهاء متصلة ب (يَلْبَثُوا) ، فحذفت لطول الاسم ، كما تحذف من الصّلات. ويجوز أن تكون الكاف من (كَأَنْ) في موضع نصب صفة لمصدر محذوف تقديره : ويوم نحشرهم حشرا كأن لم يلبثوا قبله إلا ساعة. ويجوز أن تكون الكاف في موضع نصب على الحال من الهاء والميم في «نحشرهم» ، والضمير في (يَلْبَثُوا) راجع على صاحب الحال ، ولا حذف في الكلام ، تقديره : ويوم نحشرهم مشبهة أحوالهم أحوال من لم يلبث (١) إلا ساعة. والناصب ل (يَوْمَ) «اذكر» مضمرة ، ويجوز أن يكون الناصب له (يَتَعارَفُونَ).
١١٠٦ ـ قوله تعالى : (ما ذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ)(٢) (الْمُجْرِمُونَ) ـ ٥٠ ـ (ما) استفهام ، رفع بالابتداء ، ومعنى الاستفهام هنا التهدد ، و (ذا) خبر الابتداء ، بمعنى الذي ، والهاء في (مِنْهُ) تعود على «العذاب». وإن شئت جعلت (ما) و (ذا) اسما واحدا ، في موضع رفع بالابتداء ، والخبر في الجملة التي بعده ، والهاء في (مِنْهُ) تعود أيضا على «العذاب». وإن جعلت الهاء في (مِنْهُ) تعود على «الله» جلّ ذكره ، و (ما) و (ذا) اسما واحدا ، كانت (ما) في موضع نصب ب (يَسْتَعْجِلُ) والمعنى : أيّ شيء يستعجل المجرمون من الله (٣).
١١٠٧ ـ قوله تعالى : (أَحَقٌّ هُوَ) ـ ٥٣ ـ ابتداء وخبره ، في موضع المفعول الثاني ل (يَسْتَنْبِئُونَكَ) إذا جعلته بمعنى : يستخبرونك ، فإن جعلته بمعنى : يستعلمونك (٤) كان (أَحَقٌّ هُوَ) ابتداء وخبر في موضع المفعولين به ؛ لأن «أنبأ» إذا كان بمعنى : أعلم ، تعدّى إلى ثلاثة مفعولين ، ويجوز الاكتفاء بواحد ، ولا يجوز الاكتفاء باثنين دون ثالث. وإذا كان «أنبأ» بمعنى : أخبر ، تعدّت إلى مفعولين ؛ لا يجوز الاكتفاء بواحد دون الثاني.
__________________
(١) في(ظ) : «لَمْ يَلْبَثُوا».
(٢) في(ح) : «به» وهو تحريف.
(٣) البيان ٤١٤/١ ؛ والعكبري ١٦/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٣٥٠/٨.
(٤) في(ح) : «يستعجلونك» وهو تحريف ، وصحح من : (ق ، د).