المخرجين ، والتقدير : تزدريهم أعينكم ؛ ثم حذف الإضمار لطول الاسم.
١١٣٠ ـ قوله تعالى : (فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ) ـ ٢٨ ـ من خففه من القراء حمله على معنى : فعميتم عن الأخبار التي أتتكم ؛ وهي الرحمة ، فلم تؤمنوا بها ، ولم تعم الأخبار نفسها عنهم ، ولو عميت هي لكان لهم في تلك (١) عذر ، وإنما عموا هم عنها ، فهو من المقلوب ؛ كقولهم : أدخلت القلنسوة في رأسي ، وأدخلت القبر زيدا ، فقلب جميع هذا في ظاهر اللفظ ، لأنّ المعنى لا يشكل ، ومثله قوله تعالى : (فَلا)(٢) (تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ)(٣). وقيل معنى : (فَعُمِّيَتْ) لمن قرأه بالتخفيف : فخفيت ، فيكون غير مقلوب على هذا ، وتكون الأخبار التي أتت من عند الله خفي فهمها عليهم لقلة مبالاتهم بها ، وكثرة إعراضهم عنها. فأمّا معناه على قراءة حفص وحمزة والكسائي ، الذين قرءوا بالتشديد (٤) والضم على ما لم يسمّ فاعله ، فليس فيه قلب ، ولكن الله عمّاها عنهم ، لما أراد بهم من الشقوة ؛ يفعل ما يشاء سبحانه ، وهي راجعة إلى القراءة الأولى ، لأنهم لم يعموا عنها ، حتى عمّاها الله عليهم. وقد قرأ (٥) أبيّ ، وهي قراءة الأعمش : فعماها عليكم ، أي عمّاها الله عليكم ، فهذا شاهد (٦) لمن ضمّ وشدّد.
و (نُوحُ) ـ ٣٢ ـ اسم النبي عليهالسلام ، انصرف لأنه أعجمي ، خفيف (٧)
__________________
(١) في(ظ ، ق) : «في ذلك».
(٢) في(ح) : «ولا» وهو تحريف.
(٣) سورة إبراهيم الآية : ٤٧.
(٤) قرأ به أيضا خلف ، كما قرأ بالتخفيف نافع وأبو جعفر ، وابن كثير ، وأبو عمرو ، ويعقوب ، وابن عامر ، وأبو بكر عن عاصم. النشر ٢٧٧/٢ ؛ والتيسير ص ١٢٤ ؛ والإتحاف ص ٢٥٥ ؛ والكشف ٥٢٧/١.
(٥) تفسير القرطبي ٢٥/٩ ؛ والإتحاف ص ٢٥٥ ؛ والحجة ص ١٦١.
(٦) في(ح) : «فهذا شاذ» وصحح من : (ظ ، ق ، د).
(٧) في(ح) : «خفيفا» وأثبت ما في : (ظ ، ق ، د). والمقصود بالخفيف أنه ثلاثي ساكن الوسط ، والأكثر فيه الصرف.