فأمري صبر ، أو : فشأني صبر وقال قطرب : [تقديره](١) : فصبري صبر ، و «جميل» نعت للصبر. ويجوز النصب على المصدر ، ولم يقرأ (٢) به ، على تقدير (٣) : فأنا أصبر صبرا ، والرفع الاختيار فيه ، لأنّه ليس بأمر ، ولو كان أمرا لكان الاختيار فيه النصب (٤).
١١٧٦ ـ قوله تعالى : (يا بُشْرى) ـ ١٩ ـ قرأه (٥) ابن أبي إسحاق وغيره بياء مشددة من غير ألف ، وعلة ذلك أن ياء الإضافة حقها أن ينكسر ما قبلها ، فلما لم يمكن ذلك في الألف قلبت ياء ، وأدغمت في ياء الإضافة ، ومثله (هُدايَ)(٦). وقد قرأه (٧) الكوفيون بغير ياء ، كأنهم جعلوا (بُشْرى) اسما للمنادى ، فيكون في موضع ضم ، وقيل : إنه إنما نادى البشرى ، كأنه قال : يا أيتها البشرى هذا زمانك ، وعلى هذا المعنى قرأ القرّاء (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ)(٨) ، بالتنوين ، كأنه نادى الحسرة (٩).
١١٧٧ ـ قوله تعالى : (وَأَسَرُّوهُ) ـ ١٩ ـ الهاء ليوسف عليهالسلام ،
__________________
(١) زيادة من : (د).
(٢) جاء في البحر ٢٨٩/٥ : «قيل : وهي قراءة ضعيفة عند سيبويه ؛ ولا يصلح النصب في مثل هذا إلا مع الأمر ...».
(٣) (ح) : «ويجوز النصب ، ولم يقرأ به ، على المصدر ، على تقدير» وأثبت ما في : (د).
(٤) انظر : تفسير القرطبي ١٥١/٩.
(٥) قرأ ابن أبي إسحاق «يا بشريّ» كما في تفسير القرطبي ١٥٣/٩ ؛ وجاء في المحتسب أنه قد قرأ به أبو الطفيل ؛ والجحدري وابن أبي إسحاق ؛ كما رويت عن الحسن.
(٦) وهي الآية : ١٢٣ من سورة طه ، وقبلها : (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدٰايَ.) وفي(د) : «ومثله هداي ومثواي ومحياي».
(٧) قراءة الكوفيين : «يا بشرى» وقرأ الباقون بياء مفتوحة بعد الألف «يا بشراي». النشر ٢٨٢/٢ ؛ والإتحاف ص ٢٦٣.
(٨) سورة يس : الآية ٣٠ ، وانظر فقرة(١٨٢٠).
(٩) الكشف ٧/٢ ؛ والبيان ٣٦/٢ ؛ والعكبري ٢٨/٢ ؛ وتفسير القرطبي ١٥٣/٩.