موضع الحال تقديره : ندعوهم ومعهم كتابهم الذي فيه أعمالهم ، كأنه في التقدير : ندعوهم ثابتا معهم كتابهم ، أو مستقرا معهم كتابهم ، ونحو ذلك ؛ فلا يتعدّى (نَدْعُوا) على هذا التأويل إلا إلى مفعول واحد.
١٣٣٢ ـ قوله تعالى : (فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى)(١) ـ ٧٢ ـ هو من عمى القلب ، فهو ثلاثي من : عمي يعمى ، فلذلك أتى بغير فعل ثلاثي ، وفيه معنى التعجب. ولو كان من عمى العين لقال : فهو في الآخرة أشدّ عمى ، أو أبين عمى ، لأنّ فيه معنى التعجب. وعمى العين شيء ثابت كاليد والرجل ، فلا يتعجب منه إلّا بفعل ثلاثي ، وكذلك حكم ما جرى مجرى التعجب. وقيل : لما كان عمى العين أصله الرباعي لم يتعجب منه إلا بإدخال فعل ثلاثي ، لينتقل الثلاثي بالتعجب إلى الرباعي (٢) ، وإذا كان فعل المتعجّب منه رباعيا لم يمكن نقله إلى أكثر من ذلك ، فلا بدّ من إدخال فعل ثلاثي نحو : بان ، وشدّ ، وكثر ، وشبهه ، هذا مذهب البصريين. وقد حكى الفرّاء (٣) : ما أعماه وما أعوره ، ولا يجيزه البصريون.
١٣٣٣ ـ قوله تعالى : (سُنَّةَ مَنْ قَدْ) ـ ٧٧ ـ نصب على المصدر ، أي سنّ الله تعالى ذلك سنّة ، يعنى : سنّ الله أنّ من أخرج نبيه هلك. وقال الفراء (٤) : [المعنى] كسنّة من ، فلما حذف الكاف نصب.
١٣٣٤ ـ قوله تعالى : (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) ـ ٧٨ ـ نصب بإضمار فعل تقديره : واقرءوا (٥) قرآن الفجر ، وقيل : تقديره : أقم قرآن الفجر.
وقوله (قَبِيلاً) ـ ٩٢ ـ نصب على الحال.
__________________
(١) في الأصل : «وهو» وهو تحريف.
(٢) في(ح ، ق ، د) : «لينقله التعجب إلى الرباعي».
(٣) معاني القرآن ١٢٨/٢.
(٤) معاني القرآن ١٢٩/٢.
(٥) ح ، ق ، د : «وآثروا».