الزلزال ؛ ولو كان «فعلالا» لانصرف ، فهو لا ينصرف (١) في معرفة ولا نكرة ، للزوم العلّتين إيّاه : التأنيث والصفة.
فأما من كسر السين فإنّه جعله اسما ملحقا بسرداح ، كعلباء (٢) وحرباء. فالهمزة كالياء (٣) في «درحاية» (٤) ، فهو «فعلال» ، ولا يجوز أن يكون «فعلاء» ؛ إذ ليس في الكلام «فعلاء» ، ولا توجد همزة التأنيث في «فعلاء» ، وكان حقّه أن ينصرف ، كما تنصرف علباء وحرباء ، ولكنه اسم لبقعة أو لأرض ؛ وهو معرفة فلم ينصرف للتأنيث والمعرفة. وقال الأخفش : هو اسم أعجمي معرفة ، فهو مثل امرأة سميتها بجعفر ، ومثله في ترك الصرف للتأنيث والتعريف قوله : (وَطُورِ سِينِينَ)(٥) فلم ينصرف «سينين» ؛ لأنّه معرفة ، اسم لبقعة أو لأرض ، وهو «فعليل» كرّرت فيه اللام ك «خنديد» (٦). ولا يجوز أن يكون وزنه «فعلين» كغسلين ، لأنّ الأخفش وغيره حكوا (٧) أنّ واحد سينين «سينينة» ، ولا يجوز مثل هذا التأويل في (غِسْلِينٍ) ؛ لأن (غِسْلِينٍ) لم يسمع فيه «غسلينة» (٨).
١٥٢٢ ـ قوله تعالى : (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) ـ ٢٠ ـ من ضمّ (٩) التاء من
__________________
(١) في الأصل : «الزلزال» ، فلما كان فعلا لم يصرف ، فهو لا ينصرف» ، وهو تحريف.
(٢) العلباء : عصب في العنق ، والسرداح : الأرض اللينة ، وأرض سرداح : بعيدة.
(٣) في الأصل : «كالباء» وهو تحريف.
(٤) في الأصل : «درحابة» ، والدرحابة(بالكسر والحاء المهملة) : أهمله الجوهري ، وصاحب اللسان ، وقال ابن فارس : هو القصير كالدرحاية بالياء ، نقله الصاغاني. انظر : التاج(درحب).
(٥) سورة التين : الآية ٢.
(٦) كذا في(ظ ، ك) ، وفي الأصل «مثل حديد» وهو تحريف ، وفي(ح) «كخنزير» وفي(د ، ق) «كخنديد». والخنديد : الخصي من الخيل ، أما الخنذيذ فله معان : منها : الطويل من الخيل ، ورأس الجبل المشرف ... التاج(خنذ)و (خند).
(٧) في الأصل «ذكر». وانظر معاني القرآن ٥٤٠.
(٨) الكشف ١٢٦/٢ ؛ والبيان ١٨١/٢ ، والعكبري ٨٠/٢ ، وتفسير القرطبي ١١٤/١٢.
(٩) الضم قراءة ابن كثير وأبي عمرو ورويس ، وقرأ الباقون بفتح التاء وضم الباء. النشر ٣١٥/٢ ؛ والتيسير ص ١٥٩.