إضمار مبتدأ تقديره : فالحكم أو الفرض شهادة أحدهم أربع مرّات ، أي : فالحكم أن يشهد أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين. وقيل : «الشهادة» رفع بالابتداء ، والخبر محذوف ، أي : فعليهم أو فلازم لهم أن يشهد أحدهم أربع شهادات.
١٥٤٦ ـ قوله تعالى : (إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) ـ ٦ ـ في موضع نصب مفعول به ، ب «شهادة». ولم تفتح «إنّ» من أجل اللام التي في الخبر ، مثل قولك : علمت إنّ زيدا لمنطلق. قوله : (بِاللهِ) متعلق ب (شَهاداتٍ) ، فهو في صلتها إن أعملت الثاني ، وإن قدّرت إعمال الأوّل ، وهو «شهادة» ، كانت الباء متعلقة ب «شهادة» (١). ومن رفع «أربع» فعلى خبر «شهادة» ، كما تقول : صلاة الظهر أربع ركعات ، ويكون «بالله» متعلقا (٢) ب (شَهاداتٍ) ، ولا يجوز تعلّقه ب «شهادة» ؛ لأنك كنت تفرق بين الصلة والموصول بخبر الابتداء وهو (أَرْبَعُ شَهاداتٍ) ، ويكون (إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) متعلقا ب (شَهاداتٍ) ، ولا يتعلّق ب «شهادة» ؛ لما ذكرنا من التفرقة بين الصلة والموصول.
١٥٤٧ ـ قوله تعالى : (وَالْخامِسَةُ) ـ ٧ ـ ارتفع على العطف على (أَرْبَعُ) في قراءة من رفعه (٣) ، أو على القطع.
١٥٤٨ ـ قوله تعالى : (أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ) ـ ٨ ـ «لا يحسن في (أَرْبَعَ) غير النصب ب (تَشْهَدَ) ، و (أَنْ) في موضع رفع ب (يَدْرَؤُا) تقديره : ويدفع (٤) عنها الحد بشهادتها أربع شهادات بالله إنّه لمن الكاذبين ، ف «إنه» وما بعده في موضع نصب ب (تَشْهَدَ) ، وكسرت «إن» لأجل اللام التي في الخبر. و (بِاللهِ) يحسن تعلّق الباء فيه بالأوّل والثاني.
__________________
(١) في(ح) : «بشهادات».
(٢) في(ح) : «متعلق» وهو تحريف.
(٣) الرفع قراءة غير حفص ، وأما حفص فقرأ بالنصب. النشر ٣١٧/٢ ؛ والتيسير ص ١٦٢ ؛ والإتحاف ص ٣٢٣.
(٤) في(ح) : «ويرفع».