بالابتداء. وفي (عَلِمَ) ضمير الله ، جلّ ذكره ، ويجوز على هذا نصب (كُلٌّ) بإضمار فعل يفسّره ما بعده تقديره : علم الله كلا علم صلاته.
فإن جعلت الضمير في (عَلِمَ) ل («كُلٌ) ، بعد نصب (١) (كُلٌّ) ، لأنّه فاعل وقع فعله على شيء من سببه ، فإذا نصبته بإضمار فعل عدّيت فعله إلى نفسه. وفي هذه المسألة اختلاف وفيها نظر ؛ لأنّه الفاعل عدّي فعله إلى نفسه ؛ وإنما يجوز ذلك في الأفعال الداخلة على الابتداء والخبر ، ك «ظننت وعلمت» ؛ هذا مذهب سيبويه. فالنصب في (كُلٌّ) وهو فاعل لا يجوز عنده ، ويجوز عند الكوفيين (٢).
١٥٦٢ ـ قوله تعالى : (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ) ـ ٤٣ ـ (مِنْ) الثانية زائدة ، و (مِنْ) الثالثة للبيان ، والتقدير : وينزّل من السماء جبالا فيها من برد ، أي جبالا من هذا النوع. وقال الفراء : التقدير : وينزل من السماء من جبال برد ، ف (مِنْ بَرَدٍ) ، على قول الفراء في موضع خفض ، وعلى قول البصريين في موضع نصب على البيان أو على الحال. وقد قيل : إن (مِنْ) الثالثة زائدة ، والتقدير : وينزل من السماء من جبال فيها برد ، أي ينزل بردا من جبال في السماء ، فهذا يدلّ على أن في السماء جبالا ينزل منها البرد ، وعلى القول الأول يدل على أن في السماء جبال برد (٣).
١٥٦٣ ـ قوله تعالى : (يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ) ـ ٤٣ ـ قرأه أبو جعفر (٤) بضم الياء [من] (يَذْهَبُ) ، وهذا يوجب ألا يؤتى بالباء ؛ لأنه رباعي من «أذهب»
__________________
(١) في الأصل : «علم بعد كل ، نصب» ، وهو تحريف.
(٢) انظر : معاني القرآن للفراء ٢٥٥/٢ ؛ والعكبري ٨٦/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٢٨٧/١٢.
(٣) معاني القرآن للفراء ٢٥٦/٢ ؛ والبيان ١٩٧/٢ ؛ والعكبري ٨٦/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٢٨٩/١٢.
(٤) وقرأه الباقون بفتح الياء والهاء ، كما في الإتحاف ص ٣٢٥ ؛ وانظر : المحتسب ١١٤/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٢٩٠/١٢.