شرّ من النصرانيّ جاز ، إذ الشرّ فيهما موجود ، وقد يكون أحدهما أكثر شرّا.
١٥٨٢ ـ قوله تعالى : (لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ) ـ ٢٢ ـ لا يجوز أن تعمل (لا بُشْرى) في (يَوْمَئِذٍ) إذا جعلت (لا) و (بُشْرى) مثل : لا رجل ، وبنيت على الفتح ، ولكن تجعل (يَوْمَئِذٍ) خبرا ل (بُشْرى) ، لأنّ الظروف تكون خبرا عن المصادر. وقوله تعالى : «للمجرمين» صفة ل (بُشْرى) ، أو تبيينا له. ويجوز أن تجعل (لِلْمُجْرِمِينَ) خبرا ل (بُشْرى) ، و (يَوْمَئِذٍ) تبيينا ل (بُشْرى). وإن قدّرت أن (بُشْرى) غير مبنيّة مع (لا) جاز أن تعملها في (يَوْمَئِذٍ) ؛ لأنّ المعاني تعمل في الظروف.
١٥٨٣ ـ قوله تعالى : (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ) ـ ٢٦ ـ يجوز أن تنصب (يَوْمَئِذٍ) ب (الْمُلْكُ) ، فهو في صلته ، مثل قوله : (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ)(١). ويجوز نصب (يَوْمَئِذٍ) ب «الرحمن» ، تقدر في الظرف (٢) التأخير ، تقديره : الملك الحقّ للرحمن يومئذ ، أي : الملك الحقّ لمن يرحم يومئذ عباده المؤمنين.
١٥٨٤ ـ قوله تعالى : (يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى) ـ ٢٢ ـ العامل في (يَوْمَ) محذوف تقديره : يمنعون البشارة يوم يرون الملائكة ، ولا يعمل فيه (بُشْرى) ؛ لأنّ ما بعد النفي لا يعمل فيما قبله (٣). وقيل التقدير : واذكر يا محمّد يوم يرون الملائكة. و (الْمُلْكُ) ـ ٢٦ ـ مبتدأ و «الْحَقُ» نعته ، و (لِلرَّحْمنِ) الخبر. وأجاز الزجّاج (٤) (الْحَقُّ) بالنصب على المصدر ، فيكون (لِلرَّحْمنِ) خبر (الْمُلْكُ).
١٥٨٥ ـ قوله تعالى : (حِجْراً) ـ ٢٢ ـ نصب على المصدر (٥).
__________________
(١) سورة الأعراف : الآية ٨.
(٢) في الأصل «الظروف».
(٣) في الأصل : «لا يعمل فيه ما قبله».
(٤) معاني القرآن ٦٥/٤.
(٥) في هامش الأصل : «قال مجاهد : الملائكة يقولون للمجرمين : حجرا محجورا ، ـ