١٦٧٦ ـ قوله تعالى : (أَلْفَ سَنَةٍ) ـ ١٤ ـ (أَلْفَ) نصب على أنها ظرف. و (خَمْسِينَ) نصب على الاستثناء. وإنما انتصب الاستثناء عند سيبويه (١) لأنّه كالمفعول به ، إذ هو مستغنى (٢) عنه كالمفعول ، فأتى بعد تمام الكلام ، فانتصب [كالمفعول]. ونصبه عند الفراء ب «أن» ؛ لأنّ أصل (إِلَّا) عنده : إن لا ، فإذا نصب نصب ب «إن» ، وإذا رفع رفع ب «لا» (٣). ونصبه عند المبرد (٤) على أنه مفعول به ، و «إلّا» عنده قامت مقام الفعل الناصب للأسماء ، فهي تقوم مقام : أستثني واستثنيت فلانا ، ولا يستثنى من العدد إلّا أقلّ من النصف عند أكثر النحويين.
١٦٧٧ ـ قوله تعالى : (وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ) ـ ١٦ ـ نصبت (إِبْراهِيمَ) على العطف على الهاء في «أنجيناه». وقيل : هو معطوف على «نوح» في قوله : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً) ـ ١٤ ـ [أي] وأرسلنا إبراهيم. وقيل : هو منصوب بإضمار فعل ، أي : واذكر إبراهيم.
__________________
(١) الكتاب ٣٦٩/١.
(٢) أي فضلة.
(٣) انظر : البيان ٢٤١/٢.
(٤) المقتضب ٣٩٠/٤.
(٥) في نسخة الأصل بعد كلمة «النحويين» كلام مقحم على كتاب المشكل ، وهو ساقط في باقي النسخ ، فآثرت إثباته في الهامش ، وهو :
«زيادة من معاني القرآن لابن فورك رحمه اللّه : فإن سأل سائل وقال : ما حكم الاستثناء في قول القائل : لك عندي ألف إلا ألفين ، في الإقرار؟ قيل : إنه أقر بثلاثة آلاف لأنه استثنى زائدا من ناقص ، ودليله هذه الآية(إلا ما شاء اللّه)في هود. وكأن المقر قال له : عندي ألف إلا ألفين متقدمين ، فمعنى «إلا» هاهنا كمعنى الواو ؛ قاله الفراء. وإذا قال : ما لك عندي ألف إلا ألفان ، فقد أقر بألفين ، وكأنه قال : مالك عندي سوى ألفين. ولو قال : لك عندي ألف إلا ألفان ، بالرفع ، فإنما أقر بألف فقط ؛ لأنها صفة مثبتة ؛ كأنه قال : «لك عندي ألف لا ألفان. عاد الكلام إلى مشكل الإعراب». وابن فورك : هو محمد بن الحسن بن فورك الأنصاري ، أبو بكر ، واعظ ، عالم بالأصول والكلام ، من فقهاء الشافعية ، له تصانيف كثيرة. مات مسموما سنة ٤٠٦ ه ، (طبقات السبكي ١٢٧/٤ ؛ وسير أعلام النبلاء ٢١٤/١٧ ؛ وشذرات الذهب ١٨١/٣).