١٦٧٨ ـ قوله تعالى : (وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ) ـ ٢٢ ـ أي : ولا من في السماء بمعجز ، فيكون (فِي السَّماءِ) نعتا (١) ل «من» المحذوفة ، في موضع رفع ، ثم يقوم النعت مقام المنعوت ، وفيه بعد ، لأنّ نعت النكرة كالصّلة لها ، ولا يحسن حذف الموصول ، وقيام الصلة (٢) مقامه ، [والحذف في الصفة أحسن منه في الصلة](٣).
١٦٧٩ ـ قوله تعالى : (وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ) ـ ٢٥ ـ (ما) بمعنى الذي ، وهي اسم «إنّ» ، والهاء العائدة على الذي مضمرة ، تقديره : إنّ الذي اتخذتموه. وقوله (أَوْثاناً) مفعول ثان ل «اتخذتم» والهاء المحذوفة هي المفعول الأول ل (اتَّخَذْتُمْ). و (مَوَدَّةَ) خبر «إنّ». وقيل : هي رفع بإضمار : هو مودّة. وقيل : هي رفع بالابتداء ، و «في الحياة الدنيا» الخبر ، والجملة خبر «إنّ» ، و (بَيْنِكُمْ) خفض بإضافة (مَوَدَّةَ) إليه. وجاز أن تجعل الذي اتخذتموه من دون الله مودّة ، على الاتّساع ، وتصحيح ذلك أن يكون التقدير : إنّ الذي اتخذتموه من دون الله أوثانا ذو (٤) مودّة بينكم.
وقد قرئ بنصب (٥) (مَوَدَّةَ) ، وذلك على أن تكون «ما» كافة لعمل «إنّ» ، فلا ضمير محذوف في «اتخذتم» ، فتكون «أوثان» مفعولا ل (اتَّخَذْتُمْ) ، لأنّه تعدّى إلى مفعول واحد ، واقتصر عليه ، كما قال : (إِنَّ
__________________
(١) في الأصل : «نعت».
(٢) في الأصل : «صلته» ..
(٣) تكملة من(ظ ، ق ، د ، ك).
(٤) في الأصل و (د) : «ذوو» وأثبت ما في : (ظ ، ق ، ك).
(٥) قرأ بنصب «مودة» حمزة وحفص وروح ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ورويس برفع «مودة» من غير تنوين وخفض «بينكم». وقرأ الباقون بنصبها منونة ونصب «بينكم». النشر ٣٢٩/٢ ؛ والتيسير ص ١٧٣ ؛ والإتحاف ص ٣٤٥.