المضمر ، ويعمل فيه (الْقائِلِينَ) ؛ لأنه كله داخل في صلة الألف واللام من (الْقائِلِينَ). ولا يحسن أن تكون (أَشِحَّةً) حالا من المضمر في (الْمُعَوِّقِينَ) ولا من المضمر في (يَأْتُونَ) ، على مذهب البصريين بوجه ؛ لأنّ (وَالْقائِلِينَ) عطف على (الْمُعَوِّقِينَ) غير داخل في صلته. و (أَشِحَّةً) إن جعلته حالا من المضمر في (الْمُعَوِّقِينَ) كان داخلا في الصلة ، وكذلك (وَلا يَأْتُونَ) فقد فرقت بين الصلة والموصول بالمعطوف.
ولا يحسن أيضا على مذهب البصريين أن يعمل فيه فعل مضمر يفسره (الْمُعَوِّقِينَ) ، كما لم يجز أن يعمل فيه (الْمُعَوِّقِينَ) ؛ لأنّ ما في الصلة لا يفسّر ما ليس في الصلة ، فافهم ذلك. والصحيح [فيه] أنّه حال من المضمر في (يَأْتُونَ) ، وهو العامل فيه. [و] قوله تعالى : (وَلا يَأْتُونَ) حال من المضمر في (الْقائِلِينَ) ، فكلاهما داخل في الصلة ؛ وكذلك إن جعلتهما جميعا حالين (١) من المضمر في (وَالْقائِلِينَ) فهو حسن ، وكلاهما داخل في الصلة. فأما نصبه على الذم فجائز.
١٧٣٧ ـ قوله تعالى : (هَلُمَّ إِلَيْنا) ـ ١٨ ـ معناه : أقبلوا إلينا ، وهذه لغة أهل الحجاز ، وغيرهم يقول : «هلمّوا» للجماعة ، و «هلمّي» للمرأة.
وأصل (هَلُمَّ) : ها المم ، ف «ها» للتنبيه ، و «المم» معناه : اقصد إلينا ، وأقبل إلينا ؛ لكن كثر الاستعمال فيها فحذفت ألف الوصل من «المم» لما تحرّكت اللام بضمة الميم الأولى عند الإدغام فصارت : هالمّ ، فحذفت ألف «ها» لسكونها وسكون اللام بعدها ؛ لأنّ حركتها عارضة ، كما حذفت الواو في (قالُوا الْآنَ جِئْتَ)(٢) في قراءة ورش ، وقد تحركت اللام فلم يعتدّ بحركتها لأنها عارضة ، كذلك حركة اللام من «لمّ» لم يعتدّ بها ، وجرت على أصلها ، فحذفت ألف «ها» لسكونها وسكون اللام في الأصل ،
__________________
(١) في الأصل : «ليس» وهو تحريف.
(٢) سورة البقرة : الآية ٧١ ، وقد قرأ أهل المدينة «قال لان» بتخفيف الهمزة مع حذف الواو لالتقاء الساكنين. تفسير القرطبي ٤٥٥/١.