وبيّن هاهنا أنّ أمد الرضاع والحمل ثلاثون شهرا ، فإذا أسقطت سنتين من ثلاثين شهرا بقيت (١) ستة أشهر ، أمد الحمل.
٢٠٣٥ ـ قوله تعالى : (وَيْلَكَ آمِنْ) ـ ١٧ ـ (وَيْلَكَ) نصب على المصدر. ويجوز رفعه على الابتداء ، والخبر محذوف. وهذه المصادر [التي] لا أفعال لها من لفظها ، الاختيار (٢) فيها إذا أضيفت النصب ، ويجوز الرفع ، ولذلك أجمع القراء على النصب في قوله تعالى : (وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا)(٣) وما أشبهه مثله ، وهو كثير. ويجوز فيها الرفع. فإن كانت غير مضافة فالاختيار فيها الرفع ، ويجوز النصب ، ولذلك أجمع القراء على الرفع في قوله : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ)(٤) و (فَوَيْلٌ)(٥) (لَهُمْ)(٦) ، وشبهه كثير.
فإن كانت المصادر من أفعال جارية عليها ، فالاختيار فيها إذا كانت معرفة الرفع ، ويجوز النصب نحو : الحمد الله والحمد ، والشكر للرحمن ، فالرفع على الابتداء والخبر. فإن كانت نكرة فالاختيار فيها النصب ، ويجوز الرفع نحو : حمدا لزيد وشكرا لعمرو ، فهي بضد الأول ، فاعرفها. [ولم يجز المبرّد (٧) في قوله : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) إلّا الرفع ، لعلة ذكرها].
٢٠٣٦ ـ وقوله تعالى : (خَلَتِ النُّذُرُ) ـ ٢١ ـ (النُّذُرُ) جمع «نذير» ، كرسول ورسل ، ويجوز أن يكون اسما للمصدر.
٢٠٣٧ ـ قوله تعالى : (رَأَوْهُ عارِضاً) ـ ٢٤ ـ الهاء في (رَأَوْهُ) للسحاب ، وقيل : للوعد ، ودلّ عليه قولهم : (فَأْتِنا بِما تَعِدُنا) ـ ٢٢ ـ.
__________________
(١) في سائر النسخ «بقي أمد الحمل ستة أشهر».
(٢) في الأصل : «والاختيار».
(٣) سورة طه : الآية ٦١.
(٤) سورة المطففين : الآية ١.
(٥) في الأصل : «وويل لهم».
(٦) سورة البقرة : الآية ٧٩.
(٧) المقتضب ٢٢١/٣.