التعجب والتعظيم. و (أَصْحابُ) الثاني خبر (ما) ، و (ما) وخبرها خبر «أصحاب» الأولى ، وجاز ذلك ، وليس في الجملة ما يعود على المبتدأ ؛ لأنّ المعنى : ما هم ، ف «هم» تعود على المبتدأ الأول ، فهو كلام محمول على معناه لا على لفظه ، ومثله : (الْحَاقَّةُ* مَا الْحَاقَّةُ)(١) و (الْقارِعَةُ* مَا الْقارِعَةُ)(٢) ، وإنما ظهر الاسم الثاني ، وحقه أن يكون مضمرا ؛ لتقدّم إظهاره ، ليكون أجلّ في التعظيم والتعجب وأبلغ ، ومثله أيضا : (وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ) ـ ٩ ـ
٢١٧٧ ـ قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) ـ ١٠ ـ الأول ابتداء ، والثاني نعته ، و (أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) ـ ١١ ـ ابتداء وخبر في موضع خبر الأول. وقيل : (السَّابِقُونَ) الأول ابتداء ، والثاني خبره ، و (أُولئِكَ) خبر ثان أو بدل ؛ على معنى : السابقون إلى طاعة الله هم السابقون إلى رحمة الله عزوجل.
٢١٧٨ ـ قوله تعالى : (ثُلَّةٌ) ـ ١٣ ـ خبر ابتداء ، أي : هم ثلة ، و (قَلِيلٌ)(٣) عطف عليه ، و (عَلى سُرُرٍ) خبر ثان.
٢١٧٩ ـ قوله تعالى : (مُتَّكِئِينَ) و (مُتَقابِلِينَ) ـ ١٦ ـ حالان من المضمر في (سُرُرٍ) ، ولو كان (عَلى سُرُرٍ) ملغى غير خبر ؛ لم يكن فيه ضمير.
٢١٨٠ ـ قوله تعالى : (وَحُورٌ عِينٌ) ـ ٢٢ ـ من (٤) رفعه حمله على المعنى ؛ لأن معنى الكلام : فيها أكواب وأباريق ، فعطف «وحور عين» على المعنى ، ولم يعطفه على اللفظ. ومن خفضه عطفه على ما قبله ، وحمله أيضا على المعنى ؛ لأنّ المعنى : ينعمون بفاكهة ولحم وبحور عين.
__________________
(١) سورة الحاقة : الآيتان ١ ، ٢.
(٢) سورة القارعة : الآيتان ١ ، ٢.
(٣) في الأصل : «وثلة» وهو تحريف.
(٤) الرفع قراءة غير أبي جعفر وحمزة والكسائي ، وقرأ هؤلاء بخفض الاسمين. النشر ٣٦٦/٢ ؛ والتيسير ص ٢٠٧ ؛ والإتحاف ص ٤٠٨.