مفعولين. وقرأ (١) قنبل عن أصحابه ، عن ابن كثير «أن رأه» بغير ألف ممدودة بعد الهمزة ، كأنه حذف لام الفعل ، كما حذفت في «حاش للّه» وحكي حذفها عن العرب ، حكي : أصاب الناس جهد ولو تر أهل مكة ، فحذفوا الألف[من «ترى»] (٢) لدلالة الفتحة عليها. وقد قبل : إنما سهلت الهمزة على البدل ، فاجتمع ألفان ، فحذفت الثانية ؛ لسكونها (٣) وسكون الأولى قبلها ؛ فلمّا نقصت الكلمة ردّت الهمزة إلى أصلها. وقيل : إنما حذفت الألف لسكونها وسكون السين بعدها ؛ ولم يعتدّ بالهاء لأنها حرف خفي ، وجرى الوقف على لفظ الوصل ، فحذفت في الوقف ، كما حذفت في الوصل ، لئلاّ تختلف. وقيل : إنما حذفت الألف لأن مضارع «رأى» [وهو «ترى»] (١) قد استعمل بحذف عينه بعد أن ألقيت الحركة على ما قبله استعمالا ، فصار فيه كالأصل ؛ لا يجوز غيره ، فقيل : يرى وترى وأرى ، فجرى الماضي على ذلك ، ولم يمكن حذف العين ، إذ ليس قبلها ساكن تلقى عليه الحركة ، فحذفت اللام (٤).
٢٥٦٠ ـ قوله تعالى : (أَرَأَيْتَ ـ ٩ ـ الياء ساكنة ، لا يجوز تحركها البتة ؛ لاتصال المضمر المرفوع ، وهو التاء ، بها. ومن ترك همز «أرأيت» جعل الهمزة مكنيّة بين الهمزة والألف ، وقيل : أبدل منها ألفا ؛ [قاله أبو عبيد] (٥) ، والأول هو الأصل.
٢٥٦١ ـ قوله تعالى : (لَنَسْفَعاً) ـ ١٥ ـ هذه النون الخفيفة ، نون التوكيد ، دخلت مع لام القسم ، والوقف عليها إذا انفتح ما قبلها بالألف ، وإذا انضمّ ما قبلها أو انكسر حذفت في الوقف ، ويردّ ما حذف من
__________________
(١) وقرأه الباقون بالمد «رآه». النشر ٣٨٤/٢ ؛ ٣٨٥ ؛ والتيسير ص ٢٢٤ ؛ والإتحاف ص ٤٤١.
(٢) زيادة في الأصل.
(٣) في سائر النسخ : «لالتقاء الساكنين».
(٤) الكشف ٣٨٣/٢ وما بعده ؛ والبيان ٥٢٣/٢.
(٥) زيادة في الأصل.