فأسقط منه شيئا وزاد شيئا ، وأبدل منه شيئا ، قال : فقلت له أي شيء هذا الذي تصنع أأنت أبو عبيدة؟ فقال : الكتاب لمن أصلحه ، وليس لمن أفسده. قال أبو حاتم : وكان الأخفش رجل سوء قدريا شمريا ، وهم نصف من القدرية نسبوا إلى بني شمر ، ولم يكن يغلو فيه.
وقال أيضا : كتابه في المعاني صويلح إلا أن فيه مذاهب سوء في القدر. وقال الأخفش : لما دخلت بغداد أتاني ابن هشام الضرير فسألني عن مسائل عملها وفروع فرعها. فلما رأيت أن اعتماده واعتماد غيره من الكوفيين على المسائل عملت كتاب المسائل الكبير فلما يعرفوا أكثر ما أوردته فيه. وقال أبو العباس : أحمد بن يحيى أول من أملى غريب كل بيت من الشعر نحته الأخفش ، وكان ببغداد والطوسي مستمليه. قال : ولم أدركه لأنه قبل عصرنا ، وكان يقال له الأخفش الراوي. أنبأني الشريف النقيب محمد بن سعد النحوي الحراني ، أخبرنا عبد السلام بن مختار اللغوي ، عن ابن بركات السعيدي ، أخبرنا محمد بن إسماعيل الهروي ، أخبرنا محمد بن الحسين اليمني من كتابه قال : أخبرني أبو العباس أحمد بن محمد الوليد قال : أخبرنا أبو إسحاق الزجاج عن المبرد قال : سعيد بن مسعدة من أهل بلخ ، وكان أجلع فيما أخبرنا به عن أبي حاتم ، والأجلع : الذي لم تنطبق شفتاه ، وكان يقول بالعدل. قال أبو العباس المبرد : أخبرنا المازني قال : كان الأخفش أعلم الناس بالكلام وأحذقهم بالجدل ، وكان غلام أبي شمر ، وكان على مذهبه. وذكر المبرد عن المازني قال : قال الأخفش : سألت أبا مالك عن قول أمية بن أبي الصلت :
سلامك ربنا في كل فجر |
|
بريا ما تعنتك الذموم |
فقلت : ما تعنتك؟ قال : ما تتعلق بك.
وذكر مجاهد قال : حدثنا ثعلب عن سلمة عن الأخفش قال : جاءني الكسائي إلى البصرة فسألني أن أقرأ عليه كتاب سيبويه ففعلت فوجه إليّ خمسين دينارا. قال : وكان الأخفش يعلم ولد الكسائي. وقال المبرد :
الأخفش أكبر سنا من سيبويه إلا أنه لم يأخذ عن الخليل وكانا جميعا يطلبان فجاءه الأخفش فناظره بعد أن برع فقال له الأخفش : إنما ناظرتك لأستفيد لا غير. قال : أتراني أشك في هذا؟