وقوله «تبارك اسمك وتعالى جدّك» تفسيره من كتاب الله (وأنّه تعلى جدّ ربّنا) [الجنّ : الآية ٣] فسروه : ارتفعت عظمة ربّنا. ف «الجدّ» هو : العظمة.
وقوله «لا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ» بفتح الجيم ، وبكسرها. وإذا فتحت يعني بالجدّ : الحظّ. أي من كان له جد لم ينجه جده من الله إذا أراد الله به غير ذلك. ومن كسر الجيم جعله من الاجتهاد. يقول : من جد في أمره وجهد لم ينجه ذلك من ربّه إذا أراد به غير ذلك ، وقال الشاعر : [الوافر]
٢٨١ ـ أجدّك لا تذكّر عهد نجد |
|
وحيّا طال ما انتظروا الإيابا (١) |
تقول : «الجدّ جدّك».
وأما قولهم (ءآمّين) فهو مفتوح وألفه مقطوعة تقول : آمّين ثم آمّين. والمعنى «ليكن ذاك» و «كوّن الله ذاك» وقد ذكر بعضهم أنها تخفف ويقال فيها «آمين».
هذا آخر كتاب الأخفش في معاني القرآن والحمد لله رب العالمين حمدا دائما كثيرا طيبا مباركا فيه وصلّى الله على خيرته من خلقه سيدنا محمد النبي العربيّ المصطفى وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا.
كان في آخر الكتاب الأصل المنقول منه هذا :
أخبرني عمي أبو جعفر قال : «قال أبو الحسن الأخفش : «لحمة الثوب» و «لحمته» و «لحمة النسب» و «لحمته» و «لحمة الطائر» لم أسمعها إلا مضمومة وقد يكون في القياس فتحها».
وتقول : «في أسنانه حفر» بإسكان الفاء ولم أسمع فتحها ممن أثق به.
وتقول : «بعته بآخرة» و «جاء فلان بآخرة».
و: «قد سمعت لجّة النّاس» و «لخّة النّاس».
قال لنا أبو عبد الله اليزيدي رحمهالله : «عرضنا هذا الكتاب من أوله إلى آخره على أبي جعفر أحمد بن محمد اليزيدي عمي وذكر أنه عرضه على الأخفش
__________________
(١) البيت لم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.