خيريّة هذه الامّة. فلو اقدموا على شيء من المحظورات ، لما اتّصفوا بالخيريّة ؛ واذا ثبت انّهم لا يقدمون على شيء من المحظورات ، وجب ان يكون قولهم حجّة» (١) ؛ هذا كلامه (٢).
واورد عليه : انّ المراد : الشهادة في الآخرة ـ كما قاله المفسّرون (٣) ـ وهم فيها عدول خيّرون ؛ فلم يثبت خيريّتهم وعدالتهم في الدنيا.
سلّمنا : لكنّ الآية لا تدلّ على خيريّتهم وقبول شهادتهم في كلّ ما يقولونه ؛ مع انّ حكمهم ليس شهادة ؛ بل ، هو قول عن اجتهاد.
و ـ ايضا ـ فتجويز وقوع الخطاء منهم ـ احيانا عن عمد ـ لا ينافي كونهم خيرا من غيرهم ، ولا يوجب عدم قبول شهادتهم ؛ ك : شهادة العدول في الحقوق.
ولا يخفى : انّ استدلال اصحابنا على حجّيّة اجماع اهل البيت ب : «آية التطهير» (٤) ، اقوى من الاستدلال على حجّيّة الاجماع بهذه الآية ، بكثير ؛ فقول المخالفين (٥) ـ بدلالة الخيريّة على عدم الخطاء ، وانكارهم دلالة التطهير من الرجس عليه ـ مكابرة.
السكوتيّ : بان يفتي بعض المجتهدين ، ويسكت الباقون ؛ مع علمهم بفتواه.
لاحتمال التصويب : اي : القول ب : «انّ كلّ مجتهد مصيب» ؛ كما سيجيء البحث
__________________
(١) المحصول ٢ / ٢٩.
(٢) م ١ : كلامهم.
(٣) الكشّاف ١ / ١٩٩ ، تفسير البيضاويّ ١ / ١٤٩ ، مجمع البيان ١ / ٢٢٥.
(٤) الاحزاب / ٣٣.
(٥) منتهى الوصول والامل / ٥٧ ، اصول السرخسيّ ١ / ٢٩٦ ، المحصول ١ / ٧١ ، ٨١ ، ٨٢ ، الاحكام في اصول الاحكام ١ / ٣٠٩.