الاحكام لن يضلّ ؛ فيلزم منه : انّهم ـ ايضا ـ لن يضلّوا ؛ فدلّ على عصمتهم.
فان قيل : الواو يدلّ على انّ المتمسّك بهما معا ، مصيب ؛ فلم قلتم : انّ قول العترة وحده حجّة؟
قلنا : لو كان الامر ـ كما زعمت ـ للزم ان لا يكون الكتاب وحده حجّة ؛ وهو باطل ؛ اتّفاقا.
فان قيل : هذا معارض لقوله صلىاللهعليهوآله : «اصحابي كالنجوم ؛ بايّهم اقتديتم ، اهتديتم» (١) ؛ وبما ثبت من قول النبي صلىاللهعليهوآله في حقّ «عائشة» : «خذوا شطر دينكم عن الحميراء» (٢) ؛ فانّهما يدلّان على وجوب الاخذ بقول كلّ صحابيّ ، وبقول «عائشة» ؛ وان خالف قول العترة. ولو كان حجّة ، لما كان كذلك ؛
اقول : بعد تسليم مساواة هذين الخبرين للخبر المتقدّم في الطريق ، فانّ الاوّل قد صار مستفيضا ؛ فانّ «احمد بن حنبل» رواه في مسنده بثلاثة طرق (٣) ؛ ورواه «مسلم» في صحيحة بثلاثة طرق (٤) ؛ ورواه «الحميديّ» (٥) في : «الجمع بين الصحيحين» بطريقين (٦) ؛ ورواه ـ ايضا ـ بطريق في : «الجمع بين الصحاح الستّ» (٧) ؛
__________________
(١) بحار الأنوار ٢٨ / ١٠٣ ، جامع بيان العلم وفضله ٢ / ٩٠ ، ٩١ ، ٧٨ ، الاحكام ٦ / ٢٤٤ ، اعلام الموقّعين ٢ / ١٧١.
(٢) لم نعثر على هذه الرواية في مسانيد العامّة.
(٣) مسند احمد ٣ / ٢٦ ، ٥٩ ، ٥ / ١٨٢ ـ ١٨١ ، ١٩٠ ـ ١٨٩.
(٤) صحيح مسلم ٥ / ٢٦ ـ ٢٥.
(٥) ابو عبد الله محمّد بن ابي نصر فتوح الحميديّ الاندلسيّ. توفّي سنة ٤٨٨ من الهجرة. له تصانيف ؛ منها : الجمع بين الصحيحين ، التذكرة ، تسهيل السبيل الى علم الترسيل ، نوادر الاطباء و...
(٦ و ٧) لم نعثر على نسخة منه.