الخطابات الإلهية هو العلم ، وهو بمكان من البطلان.
لكنّك غفلت عن أنّ اتحاد الإرادة مع العلم بالصلاح ، إنّما يكون خارجا لا مفهوما ، وقد عرفت أن المنشأ ليس إلّا المفهوم ، لا الطلب الخارجي ، ولا غرو أصلا في اتحاد الإرادة والعلم عينا وخارجا ، بل لا محيص عنه في جميع صفاته تعالى ، لرجوع الصفات إلى ذاته المقدسة ، قال أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) : (وكمال توحيده الإخلاص له ، وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه).
______________________________________________________
«وهم ودفع» فذكر أنّ المنشأ في الخطابات الإلهية ليس هو العلم ، إذ العلم بالصلاح يتحد مع الارادة خارجا ، لا مفهوما. وقد عرفت أنّ المنشأ ليس إلّا المفهوم لا الطلب الخارجي ، ولا غرو أصلا في اتّحاد الإرادة والعلم عينا وخارجا ، بل لا محيص عنه في جميع صفاته (تعالى) لرجوع الصفات إلى ذاته المقدّسة ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «وكمال توحيده الاخلاص له ، وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه» (١).
ثانيهما : أنّ الممكن لا يوجد إلّا مع تماميّة علّته على ما هو المعروف بينهم من «أنّ الشيء ما لم يجب لم يوجد» (٢) ، بلا فرق بين الأفعال وغيرها ، إرادية كانت أو غير إرادية.
أقول : أمّا الأمر الأوّل وهو ما ذكره قدسسره من أنّ إرادة الله (سبحانه) من صفات الذات وعين العلم بالنظام على النحو التامّ الكامل ، وإرادته التشريعية عين العلم بمصلحة الفعل ، فقد أورد عليه المحقّق الاصفهاني قدسسره في تعليقته بأنّ صفات الذات تختلف كلّ منها مع الصفات الأخرى مفهوما ، وإنّما يكون مطابقها ـ بالفتح ـ واحدا
__________________
(١) نهج البلاغة : الخطبة ١ / ٣٩.
(٢) الأسفار : ١ / ٢٢١ ، الفصل ١٥.