.................................................................................................
______________________________________________________
حول الشمس ، ليست من الأفعال الاختيارية لها ، فلا بدّ من خصوصية خارجية تقتضي تعين تلك الحركة. نعم خلق الشمس أو الأرض بتلك الخصوصية من فعل الله (سبحانه) ، ولا سبيل لنا إلى الجزم بأنّ الخلق بتلك الخصوصية كان لمرجّح في الجامع بين الخصوصيتين.
ونظير ما ذكره الفلاسفة بالإضافة إلى الأفعال ـ من دعوى اقتضاء التوحيد ونفي الشرك في الخلق ـ الالتزام بأنّ أفعال العباد مخلوقة لله (سبحانه) تمسّكا ببعض الآيات :
مثل قوله (سبحانه) : (وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ)(١).
وقوله (سبحانه) : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ)(٢).
وقوله (سبحانه) : (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ)(٣).
وقوله (سبحانه) : (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ)(٤).
وقوله (سبحانه) : (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ)(٥) أي الخلق. إلى غير ذلك.
والجواب عنها : أنّ الآيات المذكورة ونحوها إذا لوحظت في مقابل مثل قوله (سبحانه) : (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً
__________________
(١) سورة الصافات : الآية ٩٦.
(٢) سورة الإنسان : الآية ٣٠.
(٣) سورة الكهف : الآية ٢٣.
(٤) سورة يونس : الآية ١٠٠.
(٥) سورة الفرقان : الآية ٢.