وهو العام ، وفرق واضح بين تصوّر الشيء بوجهه ، وتصوّره بنفسه ، ولو كان بسبب تصوّر أمر آخر.
ولعلّ خفاء ذلك على بعض الأعلام ، وعدم تميّزه بينهما ، كان موجبا لتوهّم إمكان ثبوت قسم رابع ، وهو أن يكون الوضع خاصّا ، مع كون الموضوع له عامّا ، مع أنّه واضح لمن كان له أدنى تأمّل.
______________________________________________________
يقبل الاتصاف بالوجود والعدم. فإن كان اللّفظ قد وضع له مع الإغماض عن العينيّات الخارجيّة ، بحيث يكون قابلا للاتصاف بكل من الوجود والعدم ، كان الموضوع له كالوضع عامّا ، وإن كان اللفظ قد وضع له بلحاظ العينيّات الخارجيّة بحيث لا يقبل الاتصاف بالوجود والعدم بل يكون الأمر فيه نظير ما في الأعلام الشخصية في عدم اتصافها بالوجود والعدم كان الموضوع له خاصّا ، مثلا ؛ في العنقاء يصحّ أن يقال : إنّه معدوم ، ولا يصح أن يقال : زيد معدوم ، بل يقال : إنّه غير باق. والحاصل أنّ الطبيعيّ عين وجوداته خارجا ، فلحاظه بجهة خارجيّته كاف في كون الموضوع له خاصا ، والمراد بجهة العينيّة واقعها لا مفهوم العينيّة فإنّ مفهومها هو عين مفهوم الوجود ، كما هو ظاهر.