معرفته بوجه ، بخلاف الخاصّ ، فإنّه بما هو خاصّ ، لا يكون وجها للعام ، ولا لسائر الأفراد ، فلا يكون معرفته وتصوّره معرفة له ، ولا لها ـ أصلا ـ ولو بوجه.
نعم ربّما يوجب تصوّره تصوّر العام بنفسه ، فيوضع له اللفظ ، فيكون الوضع عامّا ، كما كان الموضوع له عامّا ، وهذا بخلاف ما في الوضع العام والموضوع له الخاصّ ، فإنّ الموضوع له ـ وهي الأفراد ـ لا يكون متصوّرا إلّا بوجهه وعنوانه ،
______________________________________________________
المعنى العامّ ثانيا ، بعد تصور الجزئي أوّلا ، وفرق بين تصور الشيء بعنوانه وصورته المرآتيّة كما في الوضع العامّ والموضوع له الخاصّ ، وبين تصوّر الشيء بنفسه ولو بعد الانتقال إليه من تصوّر شيء آخر كما في حالة الانتقال إلى أنّ للجزئي كليّا.
لا يقال : كون اللفظ موضوعا للجزئي أو استعماله فيه يلازم إدخال الخصوصيات الموجبة للجزئية في ذلك المعنى الموضوع له أو المستعمل فيه ، وتصور العامّ في مقام الوضع أو الاستعمال لا يكون إلّا تصوّرا لنفسه وهي الجهة المشتركة بين أفراده ومع حذف خصوصيات الأفراد في الملحوظ لا يكون الموضوع له خاصا فلا بدّ من جعل الموضوع له المعنونات بذلك العنوان بأن يلاحظ ما يكون إنسانا أو غيره بالحمل الشائع ويجعل الموضوع له هو المعنون ، لا العنوان ، وهذا في الحقيقة انتقال إلى الجزئي ، ولحاظه إجمالا بعد تصوّر العامّ ويجري ذلك في الوضع الخاصّ والموضوع له العامّ الذي ذكر قسما رابعا للوضع بأن يلاحظ الجزئي أوّلا ويوضع اللفظ لما هو عنوان له ، وبالجملة يكون في كلتا الصورتين تصور المعنى بنفسه ولو إجمالا ، بعد تصور شيء آخر عامّ أو خاصّ.
فإنّه يقال : إنّ إمكان الوضع العامّ والموضوع له الخاصّ إنّما هو باعتبار أنّ لحاظ معنى بخارجيّته كاف في جزئيّته ، فإنّ المعنى الكلي يمكن تصوّره بحيث يكون لحاظا لتلك الوجودات العينية ، حيث إنّ الكلي عينها خارجا ، كما يمكن ملاحظته بحيث