قلت : وقال النسائي في التمييز : كذّاب ، وقال أبو أحمد الحاكم : منكر الحديث ، وقال ابن حبان : دجال من الدجاجلة يضع الحديث صراحا ، وقال البرقي : نسب إلى الكذب ، وقال الجوزجاني : كذّاب وضّاعّ لا يجوز قبول خبره ولا الاحتجاج بحديثه ويجب بيان أمره ، وأبو سعيد النّقاش : مشهور بوضع الحديث ، وقال ابن طاهر : دجال كذاب ، وقال ابن الجوزي : أجمعوا على أنه كان يضع الحديث. وذكره الدولابي والساجي والعقيلي وغيرهم في الضعفاء » (١).
بل لقد ضعّفه السيوطي نفسه ، فقد قال في ( ذيل اللآلي المصنوعة ) بعد أن روى حديثه « إن لكلّ نبي خليلا من أمته وإن خليلي عثمان بن عفان » قال : أورده ابن الجوزي في الواهيات وقال : إسحاق بن نجيح معروف بالكذب ووضع الحديث. وقال ابن حبان : كان يضع الحديث على رسول الله صراحا. ويزيد بن مروان قال يحيى : كذّاب. وقال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الأثبات لا يجوز الاحتجاج به. وقال في الميزان : هذه من أباطيل إسحاق ».
وفي كتاب الأطعمة منه بعد حديث : « إسحاق بن نجيح كذّاب يضع الحديث ».
فالعجب كيف يذكر في هذا المقام حديث هذا الدجّال الكذّاب مؤيّدا للحديث المفتعل الموضوع في فضل عمر؟! ...
هذا كلّه مضافا إلى :
أن في إسناد حديث أبي هريرة « عطاء الخراساني » وقد ذكره البخاري والعقيلي في الضعفاء ، وكان يكذب على سعيد بن المسيب ، وقال ابن حبان : كان رديّ الحفظ يخطئ ولا يعلم ، فبطل الاحتجاج به ... جاء ذلك بترجمته في ( ميزان الاعتدال ٣ / ٧٤ ) و ( تهذيب التهذيب ٧ / ٢١٢ ).
وإلى أنّ عطاء عن أبي هريرة مرسل ، قال ابن حجر : « روى عن الصحابة
__________________
(١) تهذيب التهذيب : ١ / ٢٥٢.