وسلّم في أنّ عليا أحبّ إليه من أبيها ومنها ، حسدا منها وعنادا له عليه الصلاة والسّلام ، ولكن أبا داود ومن حذا حذوه أسقطوا من الحديث هذه الفقرة وقد جاء بتمامه في ( المسند ) حيث قال : « ثنا أبو نعيم ، ثنا يونس ، ثنا العيزار بن حريث قال قال النعمان بن بشير : استأذن أبوبكر على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسمع صوت عائشة عاليا وهي تقول : والله لقد عرفت أن عليّا أحبّ إليك من أبي ومنّي ـ مرتين أو ثلاثا ـ فاستأذن أبوبكر فدخل فأهوى إليها فقال : يا بنت فلانة! لا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ».
ورواه النسائي قائلا : « أخبرني عبدة بن عبد الرحيم المروزي قال : أنبأنا عمر بن محمد قال : أنبأنا يونس بن أبي إسحاق ، عن العيزار بن حريث عن النعمان بن بشير قال : استأذن أبوبكر على النبي صلّى الله عليه وسلّم ، فسمع صوت عائشة عاليا وهي تقول : والله لقد علمت أن عليا أحبّ إليك من أبي ، فأهوى لها ليلطمها وقال لها : يا بنت فلانة أراك ترفعين صوتك على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم! فامسكه رسول الله وخرج أبوبكر مغضبا. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يا عائشة! كيف رأيتني أنقذتك من الرجل! ثم استأذن أبوبكر بعد ذلك وقد اصطلح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعائشة فقال : أدخلاني في السلم كما أدخلتماني في الحرب. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : قد فعلنا » (١).
وقد جاء في هذا اللفظ قوله لعائشة : « يا بنت فلانة » ولا يخفى عليك معناه!!
(٣) ما رواه محي السّنة البغوي في تفسيره قائلا : « أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر ، أنا عبد الغافر بن محمد ، أنا محمد بن عيسى الجلودي ، أنا ابراهيم بن محمد بن سفيان ، أنا مسلم بن الحجاج ، أنا زهير بن حرب ، أنا روح بن عبادة ،
__________________
(١) مسند أحمد بن حنبل ٤ / ٢٧٥ ، خصائص علي : ٨١.