خليفتين يُجبى إليهما الخراج ؟! فقلت : يا أمير المؤمنين ، أعيذك بالله أن تبوء بإثمي وإثمك وتقبل الباطل من أعدائنا علينا ، فقد علمت أنه قد كذب علينا منذ قبض رسول الله له ، ما علم ذلك عندك ؟ فإن رأيت بقرابتك من رسول الله صلىاللهعليهوآله أن تأذن لي أحدثك بحديث أخبرني به أبي ، عن آبائه ، عن جده رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال : قد أذنت لك .
فقلت: أخبرني أبي، عن آبائه عن جده رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أنه قال: إن الرحم إذا مست الرحم تحركت واضطربت، فناولني يدك جعلني الله فداك، فقال : أدن ، فدنوت منه ، فأخذ بيدي ثم جذبني إلى نفسه ، وعانقني طويلاً ثم تركني ، وقال : اجلس يا موسى ، فليس عليك بأس ، فنظرت إليه فإذا أنه قد دمعت عيناه ، فرجعت إلى نفسي .
فقال : صدقت وصدق جدك صلىاللهعليهوآله ، لقد تحرك دمي ، واضطربت عروقي ، حتى غلبت علي الرقة وفاضت عيناي، وأنا أريد أن أسألك عن أشياء تتلجلج في صدري منذ حين ، لم أسأل عنها أحداً ، فإن أنت أجبتني عنها خليت عنك ولم أقبل قول أحد فيك ، وقد بلغني أنك لم تكذب قط، فأصدقني عما أسألك مما في قلبي .
فقلت : ما كان علمه عندي ، فإني مخبرك به إن أنت أمنتني ، فقال : لك الأمان إن صدقتني ، وتركت التقية التي تعرفون بها معشر بني فاطمة ، فقلت : ليسأل أمير المؤمنين عما شاء ، قال : أخبرني ، لم فضلتم علينا ونحن شجرة واحدة ، وبنو عبد المطلب ونحن وأنتم واحد ، إنا بنو العباس وأنتم ولد أبي طالب ، وهما عما رسول الله صلىاللهعليهوآله وقرابتهما منه سواء ؟! فقلت : نحن أقرب ، قال : وكيف ذلك ؟
قلت : لأن عبد الله وأبا طالب لأب وأم ، وأبوكم (١) العباس ليس هو
__________________
(١) في نسخة ج ، ها : فأبوكم .