وصلى على نبيه وأهل بيته .
ثم قال :« أول عبادة الله تعالى معرفته ، وأصل معرفة الله توحيده ، ونظام توحيد الله تعالى نفي الصفات عنه ؛ الشهادة العقول أن كل صفة و موصوف مخلوق، وشهادة كل موصوف (١) أن له خالقاً ليس بصفة ولا موصوف، وشهادة كل صفة وموصوف بالاقتران، وشهادة الاقتران بالحدث (٢) ، وشهادة الحدث بالامتناع من الأزل الممتنع من الحدث .
فليس الله من عرف بالتشبيه ذاته ، ولا إياه وحد من اكتنهه ، ولا حقيقته أصاب من مثله ، ولا به صدق من نهاه ، ولا صمد صمده (٣) من أشار إليه ، ولا إياه عنى من شبهه، ولا له تذلّل من بعضه، ولا إياه أراد من توهمه .
كل معروف بنفسه مصنوع، وكل قائم في سواه معلول، يصنع الله يستدل عليه، وبالعقول تعتقد معرفته ، وبالفطرة تثبت حجته ، خلق الله الخلق حجاباً بينه وبينهم، ومباينته إياهم ومفارقته أينيتهم (٤) وابتداؤه إياهم ، دليلهم على أن لا ابتداء له ؛ لعجز كل مبتدء عن ابتداء غيره، وأداؤه (٥) إياهم دليل (٦) على أن لا أداة فيه ؛ لشهادة الأدوات بفاقة المادين .
__________________
(١) في نسخة (ع) : بشهادة كل مخلوق .
(٢) في المطبوع ونسخة (هـا : الحدوث، وما في المتن أثبتناء من نسخة مج . ربع . ك والحجرية، وهو الموافق للتوحيد والبحار، وكذا الموارد التالية.
(٣) في نسخة (ك) : ولا حمد حمده ، ولا صمد صمده .
(٤) في نسخة الها: إنيتهم، وهي بمعنى حقيقتهم.
(٥) في المطبوع والحجرية أدوات، وفي نسخة «ع» وأدواته، وفي «ر» وأداه، وفي اك: وأدائهم، وما في المتن أثبتناه من نسخة (ج ، ها.
(٦) في المطبوع والحجرية ونسخة لك: دليلهم، وما في المتن أثبتناه من بقية النسخ.