فأسماؤه تعبير، وأفعاله تفهيم، وذاته حقيقة ، وكنهه تفريق بينه وبين خلقه، وغيوره تحديد لما سواه ، فقد جهل الله من استوصفه ، وقد تعداه من اشتمله (١) ، وقد أخطأه من اكتنهه، ومن قال : كيف ؟ فقد شبهه ، ومن قال : لم ؟ فقد علله ، ومن قال : متى ؟ فقد وقته ، ومن قال : فيم ؟ فقد ضمنه ، ومن قال : إلى م ؟ فقد نهاه ، ومن قال : حتى م ؟ فقد غياه، ومن غياه فقد غاياه، ومن غاياه فقد جزاه، ومن جزأه فقد وصفه ، ومن وصفه فقد ألحد فيه ، ولا يتغير الله بالغيار المخلوق (٢) كما لا يتحدد (٣) بتحديد المحدود، أحد لا بتأويل عدد ؛ ظاهر لا بتأويل المباشرة، متجل لا باستهلال (٤) رؤية ، باطن لا بمزايلة ، مباين لا بمسافة ، قريب لا بمداناة ، لطيف لا يتجسم موجود لا بعد عدم ، فاعل لا باضطرار ، مقدر لا يجول (٥) فكرة ، مدير لا بحركة ، مريد لا بهمامة ، شاء لا بهمة ، مدرك لا بمجسة (٦) ، سميع لا بآلة ، بصير لا بأداة ، لا تصحبه الأوقات، ولا تضمنه (٧) الأماكن ، ولا تأخذه السنات ، ولا تحده الصفات ، ولا تقيده الأدوات ، سبق الأوقات كونه ، والعدم وجوده .
والابتداء أزله ، بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له .
__________________
(١) في نسخة (ع): استمثله.
(٢) في نسخة (ج ، هـ . ر . ك : الخلق ، وفي حاشية ر، كه في نسخة : المخلوق .
(٣) في نسخة (ع ، هما لا يتحد، وفي نسخة (ج: لا يحد، وفي البحار لا ينحد.
(٤) في المطبوع : لا باستقلال ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية الخمس والحجرية والمصادر .
(٥) في المطبوع والحجرية لا يحول، وما في المتن أثبتناه من نسخة ور . ع ، ك ، ها والبحار، وفي نسخة (ج) غير منقطة.
(٦) الجواس : الحواس ، وقد يكون الجس بالعين ـ الصحاح ٣ : ۷٣ ـ جسس ـ.
(۷) في حاشية اك في نسخة ونسخة اج ، هما : اولا تضمه .