وبتجهيره الجواهر عُرف أن لا جوهر له ، وبمضادته بين الأشياء عرف أن لاضد له ، وبمقارنته بين الأمور عُرف أن لاقرين له ؛ ضاد النور بالظلمة، والجلاية بالبهم .
والجسوء (١) بالبلل، والصرد بالحرور ، مؤلّف بين متعادياتها، مفرق بين متدانياتها ، دالة بتفريقها على مفرقها، مؤلف بين متعادياتها، مفرق بين متدانياتها ، دالة بتفريقها على مفرقها، وبتأليفها على مؤلفها ، ذلك قوله تعالى : ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) (٢) .
ففرق بها بين قبل وبعد (٣) ، ليعلم أن لا قبل له ولا بعد ، شاهدة بغرائزها أن لا غريزة المغرزها ، دالة بتفاوتها أن لا تفاوت لمفاوتها ، مخبرة بتوقيتها أن لا وقت لموقتها ، حجب بعضها عن بعض ، ليعلم أن لا حجاب بينه وبينها غيرها .
له معنى الربوبية إذ لا مربوب، وحقيقة الإلهية إذ لا مألوه، ومعنى العالم ولا معلوم، ومعنى الخالق ولا مخلوق، وتأويل السمع ولا مسموع، ليس من خلق استحق معنى الخالق، ولا بإحداثه البرايا استفاد معنى البرائية ، كيف ؟ ولا تغيبه مذ ، ولا تدنيه قد، ولا تحجبه لعل ، ولا توقته متى ، ولا تشتمله حين ولا تقارنه (٤) مع .
__________________
(١) المطبوع ونسخة «ج، ه » والحسو، وفي ك: الجف، وما في المتن أثبتناه من نسخة ا(ع ، ر) والحجرية وحاشية الك، وهو الموافق للبحار.
(٢) سورة الذاريات ٥١: ٤٩ .
(٣) في نسخة «ج ، ه » ففرق بها بينه وبين قبل وبعد، وفي حاشية لك في نسخة: ففرق بها بينها وبين قبل وبعد.
(٤) في المطبوع ونسخة «ج ، ع ، ه» والحجرية ولا تقاربه، وما في المتن أثبتناه من نسخة ار ، ك وهو الموافق للتوحيد والبحار.