إلى تشديد بدنه وتصليبه أحوج.
وأما الغمز الذي يشد به الغامز يده على الأعضاء من غير ذلك ، فذلك يكون بشد اليد على الأعضاء شداً شديداً ممتداً ، لا بالدلك الشديد ، فذلك يحتاج إليه في وقت الإعياء المتولد عن التعب. وذلك أن هذا الغمز يشد البدن ، ويجمع بعضه إلى بعض حتى يذهب عنه التخلخل والتسخف (١) الذي اكتسبه من التعب.
فأما الغمز الذي يكون برفق ولين ، فيحتاج إليه في التدبير الذي يسمى الإنعاش ، أعني به تدبير الناقه (٢) من مرض حاد ، وفي أبدان المشايخ والصبيان ، وفي أبدان المحمرين ، لأن أبدان هؤلاء جميعاً ، قد يحتاج فيها إلى جذب الغذاء من داخل الأعضاء إلى ظاهر البدن.
وأما دلك القدم ، فإن منفعته في جذب شيء إن كان تخثر في المعدة أو في الأمعاء ، ولذلك ينبغي أن يستعمل عند امتلاء المعدة من الطعام ، وعند أخذ الدواء الذي لا يؤمن أن يتقيأه شاربه ، وأن يجتنب في الأوقات التي يحتاج فيها إلى أن يثبت الدواء في المعدة والأمعاء ، لئلا ينحدر (٣) عنها فيبطل فعله.
وأما الشد على القدم ، واستعمال أحوال التغميز فيها لا الدلك الشديد ، فينتفع به منفعة بينة ، فيمن قد مشى مشياً كثيراً ، أو وقف وقوفاً كثيراً. وذلك أنه يفعل في القدم كفعل الغمز في سائر البدن ، لأنه يجمع ويشد ويصلب (٤) العضل ، ويفشي الفضل البخاري الحار ، الذي قد انصب إليها مع الدم في المشي أو بالوقوف الذي هو أكثر مما يمكنها أن تحتمله.
ولذلك ينبغي أن يجتنب الدلك الشديد في جميع الأعضاء بعقب التعب ، وأن يستعمل فيه الغمز بالشد عليه وجمع الكف على الموضع الذي يحتوي عليه منه ، وكذلك في القدم.
__________________
(١) في «ش» : والتسخين.
(٢) نقه فهو ناقه : إذا شفي من مرضه. «الصحاح ـ نقه ـ ٦ : ٢٢٥٣».
(٣) في «ش» : ينجذب.
(٤) في «ش» زيادة البدن و.