بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي شرع الإسلام ، فسهّل شرائعه للواردين ، وأوضح أعلامه للمرتادين ، وأعزّ أركانه على المغالبين ، وذلّل سبيله للطالبين. أحمده على عظيم إحسانه ، ونيّر برهانه ، وأشكره على جميل إفضاله ، وبيّن امتنانه. حمدا يكون لحقّه قضاء ، وإلى ثوابه مقربا ، وشكرا يصير لفرضه أداء ، ولحسن مزيده موجبا.
وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، شهادة يواطئ فيها السر الإعلان ، ويوافق القلب اللسان.
وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله الى الخلق ، وداعية بإذنه إلى الحقّ ، اختاره من شجرة الأنبياء ، ومشكاة الضياء ، وذؤابة العلياء ، وسرة البطحاء. صلّى الله عليه وعلى أهل بيته النجباء ، موضع سرّه ، ولجأ أمره ، وعيبة علمه ، وموئل حكمه ، وكهوف كتبه ، وجبال دينه ، صلاة لا انقطاع لأمدها ، ولا إحصاء لعددها (١).
أما بعد ، فهذا كتاب ذكري الشيعة في أحكام الشريعة ، أوردت فيه ما صدر عن سيد المرسلين بواسطة خلفائه المعصومين ، ممّا دلّ عليه الكتاب المبين
__________________
(١) في خطبة المصنف ـ قدسسره ـ مقتطفات من كلام أمير المؤمنين عليهالسلام ، لاحظ نهج البلاغة ، الخطبة رقم ٢ ١٠٨.