حسنا لوجه قبيح ، وطعاما طيبا لطعام مر ، وثيابا لينة لثوب خشن ، ونعمة دانية باقية لدينا زائلة فانية (٤).
واقامت الشيعة على ضرورة العصمة للأئمة مجموعة كبير من الادلة الوثيقة العقلية والنقلية حفلت بها كتبهم الكلامية (٥) ويرى « دونالد سن » ان فكرة العصمة عند الشيعة قد أدت الى تطور علم الكلام وازدهاره في الاسلام ... كما ان لهم الفضل في بحث هذا الموضوع لا في الاسلام فحسب بل في جميع الديانات الاخرى (٦) فقد كانوا أول من فتق باب الجدل والحوار العلمي المبني على الادلة العقلية المثبتة لشؤون مبادئهم الاساسية في الامامة.
وأثير حول العصمة كثير من الشكوك والأوهام ، وأاهمت الشيعة بالجمود والغلو ، وقال الناقدون لهم : إن الأئمة كبقية الناس يطيعون الله ، ويعصونه ، وتصدر المعصية عنهم عمدا أو سهوا من دون أن يكون هناك أي فرق بينهم ، وبين سائر الناس.
وأكبر الظن أن الحملات المسعورة التي واجهتها الشيعة في التزامهم بعصمة أئمتهم إنما كانت لتبرير ملوك بني أمية وبني العباس الذين أضفوا عليهم النعوت العظيمة والالقاب الكريمة فادعوا أنهم سدنة الشريعة ،
__________________
(٤) عقيدة الشيعة ( ص ٣١٧ ).
(٥) يراجع الالفين للعلامة الحلي ، وأوائل المقالات في المذاهب المختارة للشيخ المفيد ، ومنهاج الكرامة للعلامة الحلي.
(٦) نظرية الامامة لدى الشيعة الاثنى عشرية ( ص ١٣٤ ).