وبعد تكوينها على حد سواء لأنه الخالق والمكون لها كما أنه العالم بما تنطوي عليه النفوس ، وتضمره القلوب ، وقد روى محمد بن مسلم عن أبي جعفر (ع) أنه قال : « كان الله عز وجل ولا شيء غيره ، ولم يزل عالما بما يكون ، فعلمه به قبل كونه كعلمه به بعد كونه » (١٨٣).
وطلب جابر بن يزيد الجعفي من الامام أبي جعفر (ع) أن يعلمه شيئا من التوحيد فقال (ع) :
« ان الله تباركت اسماؤه التي يدعا بها ، وتعالى في علو كنهه .. واحد توحد بالتوحيد في توحده ، ثم أجراه على خلقه ، فهو واحد صمد ، قدوس يعبده كل شيء ويصمد إليه كل شيء ، ووسع كل شيء علما ... » (١٨٤)
ان صفات الخالق الحكيم هي عين ذاته ، وليس بينهما تعدد حسب ما دلل عليه في علم الكلام ، وقد ظل قوم من أهل العراق عن طريق الحق فأشاعوا أنه تعالى يسمع بغير ما يبصر ، ويبصر بغير الذي يسمع شأنه في ذلك شأن مخلوقاته وقد عرض ذلك محمد بن مسلم على الامام أبي جعفر فقال (ع) :
« كذبوا والحدوا ، وشبهوا ، تعالى الله عن ذلك إنه سميع بصير ، يسمع بما يبصر ، ويبصر بما يسمع .. »
فقال محمد بن مسلم : يزعمون أنه بصير على ما يعقلونه ، فرد (ع)
__________________
(١٨٣) اصول الكافي ١ / ١٠٧.
(١٨٤) اصول الكافي ١ / ١٢٣.