واستقبل أهل البيت (ع) بمزيد من الفرح والسرور الوليد المبارك الذي ازدهرت به الحياة الفكرية والعلمية في الاسلام ، وكان ابتهاجهم به كأعظم ما يكون الابتهاج لانه أول مولود التقت به عناصر السبطين والنيرين الحسن والحسين ، وامتزجت به تلك الاصول الكريمة التي أعز الله بها العرب والمسلمين ، أما الاصلاب ، الكريمة والارحام المطهرة التي تفرع منها فهي :
أما أمه فهي السيدة الزكية الطاهرة فاطمة بنت الامام الحسن سيد شباب أهل الجنة ، وتكنى أم عبد الله (١) وكانت من سيدات نساء بني هاشم ، وكان الامام زين العابدين (ع) يسميها الصديقة (٢) ويقول فيها الامام أبو عبد الله الصادق (ع) : « كانت صديقة لم تدرك في آل الحسن مثلها » (٣) وحسبها سموا أنها بضعة من ريحانة رسول الله ، وأنها نشأت في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه وتربى الامام الباقر (ع) في حجرها الطاهر ، فأفرغت عليه اشعة من روحها الزكية ، وغذته بمثلها الكريمة ، حتى صارت من خصائصه وذاتياته.
ولم تتوفر لنا أية معلومات عن المدة التي عاشها مع أمه فقد أهملت المصادر التي بأيدينا ذلك ، ولم تشر إليه بقليل ولا بكثير ، كما لم تتوفر
__________________
(١) تهذيب اللغات والاسماء ١ / ٨٧ ، وفيات الاعيان ٣ / ٣٨٤ ، المحبر ( ص ٥٧ ) تأريخ اليعقوبي ٢ / ٦٠ ، اعيان الشيعة ١ / ٤ / ٤٦٤.
(٢) ضياء العالمين الجزء الثاني من مخطوطات مكتبة الحسينية الشوشترية تأليف أبي الحسن العاملي ، الدر النظيم من مصورات مكتبة الامام أمير المؤمنين تسلسل (٢٨٧٩).
(٣) أصول الكافي ١ / ٤٦٩.