الموت إلا زهد في الدنيا. » (٣٨٥)
ان الانسان متى ذكر الموت ، وجعله أمام عينيه فانه يزهد في هذه الدنيا ، وينصرف عن مباهجها ، وملاذها.
٦ ـ وسئل الامام أبو جعفر عن أشد الناس زهدا؟ فقال (ع) : من لا يبالي الدنيا في يد من كانت ، فقيل له : من أخسر الناس صفقة؟ فقال (ع) : من باع الباقي بالفاني ، فقيل له : من اعظم الناس قدرا؟ فقال (ع) : من لا يرى الدنيا لنفسه قدرا (٣٨٦).
٧ ـ ووعظ (ع) اصحابه فقال لهم : « إن الله تعالى يقول : يا ابن آدم تطولت عليك بثلاث : سترت عليك ما لو يعلم به اهلك ما داروك ، وأوسعت عليك فاستقرضت منك فلم تقدم خيرا ، وجعلت لك نظرة في ثلثك فلم تقدم خيرا. » (٣٨٧)
هذه بعض النماذج من مواعظه القيمة وقد ساقها (ع) الى معالجة النفوس وتهذيبها ، وكانت هذه الظاهرة التربوية من ابرز القيم في تعاليم أئمة أهل البيت (ع).
وتحدث الامام أبو جعفر (ع) عن فضل العقل ، وانه من اعظم ما خلق الله تعالى قال (ع) :
« لما خلق الله العقل استنطقه ، ثم قال له : اقبل فأقبل ، ثم قال له : ادبر فادبر ، ثم قال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي
__________________
(٣٨٥) جامع السعادات ٢ / ٦١.
(٣٨٦) البيان والتبيين ٣ / ١٦١.
(٣٨٧) الخصال ( ص ١٣١ ).