يا خير من حملت
أنثى ومن وضعت |
|
به إليك غدى
سيري وايضاعي |
أما بلغتك
فالآمال بالغة |
|
بنا الى غاية
يسعى لها الساعي |
من معشر شيعة
الله ثم لكم |
|
صور إليكم
بابصار واسماعي |
دعاة أمر ونهي
عن أئمتهم |
|
يوصي بها منهم
واع الى واعي |
لا يسأمون دعاء
الخير ربهم |
|
أن يدركوا
فيلبوا دعوة الداعي (٢٥) |
وصورت هذه الابيات عظيم ولائه للامام ، وما عاناه من جهد الطريق ، وعناء السفر في سبيل رؤيته والالتقاء به.
وكان الكميت قد ولد في السنة التي استشهد بها أبو الأحرار الامام الحسين (ع) ولما ترعرع ، وفهم الحياة رأى الناس قد ذهلتهم أهوال تلك المأساة الخالدة في دنيا الأحزان ، وهم يرددون في انديتهم ومجالسهم ما عاناه ريحانة رسول الله (ص) من فوادح المحن والخطوب ، وقد هزت مشاعره وعواطفه ، وملأت نفسه الما عاصفا ، وقد رثاه بذوب روحه في كثير من شعره ، ويقول الرواة انه نظم قصيدة في رثاء الحسين ووفد على الامام أبي جعفر ليتلوها عليه فلما مثل عنده قال له :
ـ يا ابن رسول الله قد قلت فيكم أبياتا من الشعر : أفتأذن لي في انشادها؟
__________________
(٢٥) تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام ( ص ١٨٩ ) وفي اعيان الشيعة ق ١ / ٤ / ٥١٦ ان هذه الابيات قالها اخو الكميت الورد بن زيد الأسدي أمام الامام ابي جعفر ، وليست للكميت ، وذكر ذلك احمد بن محمد عياش في مقتضب الأثر ( ص ١٣٢ ).