واكتحل وادهن ، ولبس ثياب العز والملك ، فلما رأوه سجدوا جميعا إعظاما له وشكرا لله عند ذلك ولم يكن يوسف في تلك العشرين سنة يدهن ، ولا يكتحل ، ولا يتطيب حتى جمع الله بينه وبين أبيه واخوته (٣٣٩).
وسأل محمد بن مسلم الامام أبا جعفر (ع) عن مدة حياة يعقوب بمصر فقال (ع) : عاش يعقوب مع يوسف بمصر حولين ، فقال له محمد بن مسلم : فمن كان الحجة لله في الارض يعقوب أم يوسف؟ قال عليهالسلام : كان يعقوب الحجة ، وكان الملك ليوسف فلما مات يعقوب حمله يوسف في تابوت الى ارض الشام فدفنه في بيت المقدس ، فكان يوسف بعد يعقوب الحجة ، قال محمد : وكان يوسف رسولا نبيا؟ قال عليهالسلام : نعم أما تسمع قوله عز وجل : ( لَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ ) (٣٤٠).
هذا بعض ما أثر عنه من الروايات في احوال الأنبياء وسننهم.
وروى الامام أبو جعفر (ع) الشيء الكثير من شئون السيرة النبوية ، وقد أخذ عنه المدونون لها ، وفيما يلي بعض ما رووه عنه.
وروى الطبري بسنده عن الامام أبي جعفر (ع) قال : لما اجمع رسول الله (ص) السير الى هوازن ليلقاهم ذكر له أن عند صفوان
__________________
(٣٣٩) مجمع البيان في تفسير القرآن ٦ / ٢٦٤.
(٣٤٠) مجمع البيان ٦ / ١٦٦.