ولم تنص المصادر المترجمة للإمام أبي جعفر (ع) على أنه كان ينظم الشعر ، وانما نصت على أنه فتق أبوابا كثيرة من العلوم ، واسس معظم قواعدها ، وانه ممن أوتي الحكمة وفصل الخطاب ، غير أن السيد علي صدر المدني نسب له هذه الأبيات :
عجبت من معجب
بصورته |
|
وكان من قبل
نطفة مذرة |
وفي غد بعد حسن
صورته |
|
يصير في القبر
جيفة قذرة |
وهو على عجبه
ونخوته |
|
ما بين جنبيه
يحمل العذرة (٤٦٣) |
وسواء أصح أن الامام (ع) كان ينظم الشعر أم لم يصح فان ـ من المقطوع به ـ انه كان في طليعة البلغاء ، وقد دللت على ذلك المجموعة الضخمة من كلماته الحكمية التي هي من الطراز الأول في فصاحتها وبلاغتها.
وقبل أن أطوي الحديث عن مواهب الامام أبي جعفر (ع) أرى من الحق أن ابين اني لم اذكر الا نماذج يسيرة ، وصورا موجزة من علومه ومعارفه وحكمه ، ولا أزعم أني احطت بها أو الممت ببعضها ، فذلك من غير الممكن لي ، فقد تركت الباب مفتوحا لغيري من البحاث للكشف عنها وعن ، سائر جوانب حياته المشرقة التي هي امتداد ذاتي لحياة آبائه العظام الذين اضاءوا الحياة الفكرية للناس.
__________________
(٤٦٣) أنوار الربيع ٦ / ٣٠٠.