لجابر الجعفي ما يقول فقهاء العراق في هذه الآية؟ قال جابر : رأى يعقوب عاضا على ابهامه ، فقال (ع) : ، حدثني أبي عن جدي علي ابن أبي طالب ان البرهان الذي رآه انها حين همت به ، وهمّ بها أي طمع فيها ، فقامت الى صنم مكلل بالدر والياقوت في ناحية البيت فسترته بثوب أبيض خشية أن يراها أو استحياء منه ، فقال لها يوسف : ما هذا؟ فقالت : الهي استحي منه أن يراني على هذه الصورة ، فقال يوسف : تستحي من صنم لا ينفع ولا يضر ، ولا يبصر ، أفلا استحي أنا من الهي الذي هو قائم على كل نفس بما كسبت ، ثم قال : والله لا تنالين مني أبدا ، فهو البرهان (١٧٢).
هذه بعض الآيات التي فسرها الامام ابو جعفر (ع) وبها ينتهي بنا الحديث عن تفسيره للقرآن الكريم.
وبحث الامام أبو جعفر في كثير من محاضراته المسائل الكلامية ، وسئل عن أعقد المسائل وادقها في بحوث هذا العلم فأجاب عنها ، ومن الجدير بالذكر أن عصر الامام كان من اشد العصور الاسلامية حساسية فقد امتد فيه الفتح الاسلامي الى اغلب مناطق العالم وشعوب الارض فأثار ذلك موجة من الحقد في نفوس المعادين للإسلام من الشعوب المغلوبة على امرها ، ومن غيرها ، فقاموا بحملة دعائية ضد العقيدة الاسلامية فاذاعوا الشكوك والاوهام بين ابناء المسلمين ، وقد شجعت الحكومات الأموية الافكار المعادية للإسلام ، فلم يؤثر عن أي أحد من ملوك بين أمية انه
__________________
(١٧٢) البداية والنهاية ٩ / ٣١٠.