تكره لنفسك ، واذا احتجت فسله ، واذا سألك فاعطه ، ولا تدخر عنه خيرا فانه لا يدخره عنك ، كن له ظهرا فانه لك ظهر ، إن غاب فاحفظه في غيبته ، وان شهد فزره ، واجله ، واكرمه فانه منك ، وأنت منه ، وان كان عليك عاتبا فلا تفارقه حتى تسل سخيمته (٣٩٧) وما في نفسه ، واذا اصابه خير فاحمد الله عليه ، وان ابتلي فاعضده ، وتمحل له .. » (٣٩٨)
ولو طبق المسلمون هذه التعاليم الحية على واقع حياتهم لصاروا من اقوى شعوب العالم وما تداعت الأمم على غزوهم ، واستعبادهم ، ونهب ثرواتهم ... لقد انحرفوا عن هذه المبادئ الاصيلة فهانوا وذلوا ، وتفرقوا شيعا واحزابا ( كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ).
وندب الامام أبو جعفر المسلمين الى قضاء حوائج اخوانهم ، وحذر من تركها ، قال (ع) : « ما من عبد يمتنع عن معونة أخيه الملم ، ـ والسعي له في حاجته قضيت له أو لم تقض إلا ابتلي في حاجة فيما يأثم عليه ، ولا يؤجر ، وما من عبد يبخل بنفقة ينفقها فيما يرضي الله إلا أبتلي بأن ينفق أضعافها فيما أسخط الله .. » (٣٩٩)
وعنى الاسلام بصلة الارحام ، وندب إليها لأنها توجب تماسك الأسرة وارتباطها ، وتعود على الأمة باروع الثمرات ، وقد حث عليها الامام أبو جعفر (ع) قال (ع) : « صلة الأرحام تزكي الاعمال ، وتنمي الأموال ،
__________________
(٣٩٧) السخيمة : الضغينة
(٣٩٨) أمالي الصدوق ( ص ٢٨٨ ).
(٣٩٩) تحف العقول ( ص ٢٩٢ ).