ومدح الكميت أهل البيت (ع) مدحا عاطرا ، وعدد مناقبهم ومآثرهم في هاشمياته التي هي من أثمن اللوحات الفنية في الأدب العربي ، وقد لعبت دورا خطيرا في بلورة الوعي العربي والاسلامي ، وأوجدت شعورا عاما يتسم بالكراهية والبغض لبني أمية.
لقد مدح الكميت أهل البيت (ع) في وقت كانت الحكومة الأموية قد منعت منعا رسميا الاشادة بهم ، وفرضت سبهم على المنابر والمآذن ، وأوعزت الى معاهد التعليم القيام بتغذية النشىء ببغضهم ، كما عهدت الى لجان الوضاعين بافتعال الحديث للحط من شأنهم ، وفرضت أشد العقوبات واكثرها صرامة على من يذكرهم بخير ، فقيام الكميت بمدحهم يعتبر من ابرز الوان النضال الديني لأنه قد قاوم رغبات السلطة ، وناهض سياستها.
وقام الكميت بدور خطير في مناهضة الأمويين ، فقد هجا ملوكهم ، وعدد مثالبهم وابرزهم في شعره كأقذر مخلوق ، وقد حفظ الناس ما قاله فيهم ، فزهدوا في بني أمية ، ونقموا على حكمهم وسلطانهم ، ويعتبر هجاؤه لهم من الاسباب التي اطاحت بملكهم ومن قوله فيهم :
فقل لبني أمية
حيث حلوا |
|
وإن خفت المهند
والقطيعا |
اجاع الله من
اشبعتموه |
|
واشبع من بجوركم
اجيعا |
وقد قرأ هذه الابيات على الامام أبي جعفر (ع) فدعا له بالمغفرة والرضوان (٤١) وهجا هشام بن عبد الملك بقوله :
__________________
(٤١) معجم الشعراء ( ص ٣٤٨ ).