ازرق أحمر ، ونظر الى وصيفة من بناتهم فقال : يا أمير المؤمنين هب لي هذه ، فقالت زينب : لا والله ، ولا كرامة لك ، ولا له إلا أن يخرج من دين الله ، قال فأعادها الأزرق ، فقال له يزيد كف عن هذا ، ثم أدخلهم على عياله فجهزهم ، وحملهم الى المدينة ، فلما دخلوها خرجت امرأة من بني عبد المطلب ناشرة شعرها ، واضعة كمها على رأسها تلقاهم ، وهي تبكي وتقول :
ما ذا تقولون :
إن قال النبي لكم |
|
ما ذا فعلتم
وأنتم آخر الأمم |
بعترتي وبأهلي
بعد مفتقدي |
|
منهم أسارى
وقتلى ضرجوا بدم |
ما كان هذا
جزائي إذ نصحت لكم |
|
أن تخلفوني بسوء
في ذوي رحمي (٣٦١) |
وانتهت بذلك رواية عمار الدهني عن الامام أبي جعفر (ع) : ذكر كارثة كربلا.
وتواجه هذه الرواية عدة من المؤاخذات منها ما يلي :
١ ـ إن عمار الدهني طلب من الامام (ع) أن يحدثه ـ بالتفصيل ـ عن مقتل الامام الحسين (ع) كأنه قد حضره ، أما الجواب فقد كان موجزا ، ولم يشر الى كثير من الأحداث لا بقليل ولا بكثير ، فقد طويت فيه اكثر فصول تلك المأساة ، ومن الطبيعي أن هذا لا يتناسب مع السؤال الذي يطلب فيه المزيد من المعلومات.
٢ ـ إنه جاء في هذه الرواية ان الامام الحسين (ع) حينما اجتمع بابن سعد طلب منه أحد هذه الامور :
أ ـ ان يسمحوا له بالرجوع الى يثرب.
__________________
(٣٦١) تاريخ الطبري ٥ / ٣٨٩ ـ ٣٩٠.