ومن توفرت فيهم هذه الصفات من الشيعة فانهم يكونون بركة ورحمة لمن جاورهم ، وامنا وسلما لمن خالطهم اذ لا تصدر منهم بادرة من بوادر الظلم سوى الخير العميم الى الناس.
٣ ـ وتحدث (ع) مع أبي المقدام عن شيعة الامام أمير المؤمنين (ع) وما اتصفوا به من معالي الاخلاق قال (ع) : « يا أبا المقدام إنما شيعة علي الشاحبون ، الناحلون ، الذابلون ، ذابلة شفاهم ، خميصة بطونهم ، متغيرة الوانهم ، مصفرة وجوههم ، اذا جنهم الليل اتخذوا الأرض فراشا ، واستقبلوا الارض بجباههم ، كثير سجودهم ، كثيرة دموعهم ، كثير دعاؤهم ، كثير بكاؤهم ، يفرح الناس وهم يحزنون .. » (٣١٢)
وهذه صفات عباد الشيعة ونستاكهم امثال عمار بن ياسر ، وأبي ذر ، وحجر بن عدي ، وميثم التمار ، ونظراؤهم من هداة هذه الأمة وقادتها.
وزود الامام أبو جعفر الشيعة بكثير من نصائحه الرفيعة وتعاليمه القيمة ومن بينها.
أ ـ روى جابر بن يزيد الجعفي قال : كنا جماعة فدخلنا على أبي جعفر (ع) بعد ما قضينا مناسكنا فودعناه ، وقلنا له : اوصنا بشيء يا ابن رسول الله (ص) فوجه (ع) لهم هذه النصيحة القيمة قال (ع) :
« ليعن قويكم ضعيفكم ، وليعطف غنيكم على فقيركم ، ولينصح الرجل أخاه كنصيحته لنفسه ، واكتموا اسرارنا ، ولا تحملوا الناس على اعناقنا ، وانظروا أمرنا وما جاءكم عنا ، فان وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به ، وإن لم تجدوه موافقا فردوه ، وإن اشتبه عليكم الأمر فقفوا عنده ، وردوه
__________________
(٣١٢) الخصال ( ص ٤١٣ ).