الهمداني رسالة الى الامام أبي جعفر (ع) جاء فيها « جعلت فداك ما تقول في رجل ابتدأ : ببسم الله الرحمن الرحيم في صلاته وحده في أم الكتاب ، فلما صار الى غير أم الكتاب من السورة تركها؟ فقال العباسي : ليس بذلك بأس » فأجابه (ع) برسالة جاء فيها « يعيدها مرتين على رغم آنفه ـ يعني العباسي ـ » (١١٤) وتظافرت الاخبار من الفريقين بجزئيتها ، وقد شذ من انكر ذلك.
وشاع بين المفسرين أن القرآن نزل على سبعة أحرف ، وقد استندوا في ذلك الى ما روي عن أبي جعفر (ع) من أنه قال : « ان القرآن نزل على سبعة أحرف » (١١٥) وقد كثرت الأقوال في هذه الجهة حتى أن ابا حاتم ذكر ان الأقوال بلغت خمسا وثلاثين قولا (١١٦).
ولا بد لنا من وقفة قصيرة لننظر الى معاني الأحرف السبعة ومدى صحتها ونسبتها الى الامام الباقر (ع).
أما الحروف السبعة ، فقد اختلفت الأقوال في المراد منها وهذه بعضها :
١ ـ انها الوعد والوعيد ، والأمر والنهي ، والقصص والمجادلة ، والامثال وقد
__________________
(١١٤) فروع الكافي ٣ / ٣١٢ ، ومعنى قوله (ع) : « يعيدها مرتين » يعني انه كرر لفظ الاعادة من باب التأكيد.
(١١٥) غاية النهاية في طبقات القراء ٢ / ٢٠٢ ، القراءات القرآنية ( ص ٤٢٠ ).
(١١٦) تفسير القرطبي ١ / ٩.