وحلل الامام أبو جعفر (ع) في احاديثه حقيقة الايمان ، ومراتبه ، تحدث عن صفات المتقين ، ونعم الله عليهم ، وغير ذلك ، وهذا بعض ما أثر عنه.
وحدد الامام (ع) حقيقة الايمان بقوله : « الايمان ثابت في القلوب ، واليقين خطرات ، فيمر اليقين بالقلب فيصير كأنه زبر الحديد ، ويخرج منه فيصير كأنه خرقة بالية .. » (٢٩٧)
إن الايمان إذا استقر في اعماق القلوب ودخائل النفوس فانها تكون في صلابتها كزبر الحديد فتتحمل الأهوال ، وتخوض الشدائد في سبيل ما تذهب إليه ، وقد كان ذلك الايمان الراسخ هو السمت البارز في سيرة الأنبياء والعظماء والمصلحين الذين قدموا أرواحهم قرابين لمبادئهم وآرائهم.
وإذا خرج اليقين من القلب فان يكون خرقة بالية قد فقد ارادته واختياره ، وصار خاليا من الشعور والاحساس.
وتحدث الامام (ع) عن مراتب الايمان بقوله : « ان المؤمنين على منازل ، منهم على واحدة ، ومنهم على اثنين ، ومنهم على ثلاث ، ومنهم على اربع ، ومنهم على خمس ، ومنهم على ست ، فلو ذهبت تحمل على صاحب الواحدة اثنتين لم يقو ، وعلى صاحب الاثنتين ثلاثا لم يقو ، وعلى صاحب الثلاث اربعا لم يقو ، وعلى صاحب الاربع خمسا لم يقو ، وعلى
__________________
(٢٩٧) حلية الاولياء ٣ / ١٨٠.